السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عندي مشكلة، وهي أن أختي الصغيرة التي تبلغ من العمر (13) سنة عنيدة، ولا تسمع الكلام، حتى ولو كان ما أقول لها حقاً، فمثلاً: كنت خارج البيت، وعندما دخلت وجدتها وبعض إخوتي يشاهدن فيديو كليب موسيقى، فقلت لهم: هذه المسألة التي تفعلون محرمة في الدين، إذن أبدلوا هذا البرنامج. فلم يجيبونني؛ لأنهم يعرفون أنهم على خطأ، وعندما حاولت أن أبدله قالت لي: اتركه؛ لأنني أريد مشاهدته. وكان ذلك بإصرار، فأبدلت القناة، ولم أجد ما يستحق المشاهدة، وقمت بإطفاء التلفاز، فقال لي إخوتي من قال لك أطفئ التلفاز، فقلت لهم لا يوجد ما يشاهد إلا ألعاب القوى، فتركتهم وشأنهم، ثم خرجت؛ حتى لا أقع معهم في مشاحنات؛ لأن والدي تأثر نفسياً بهذه المشاكل كثيراً، حتى أصبحت تؤرقه!
وطالما فكرت أن أؤدبها بالضرب كما كان يفعل بها أخي الأكبر، فأصبحت تسمع كلامه، إلا أنه يمنعني شيء هو الخوف على صحة والدي، حيث أثرت فيه كثيراً المشاحنات التي تحصل بين إخوتي، أو بيني وبينهم، سواء على أمر ديني: كأن أقول لهم قوموا لتصلوا، أو غير ذلك من الأمور، مثلا: خفضوا من صوت التلفاز، أو بدلوا هذه القناة فهي غير مناسبة، وغير ذلك من الأشياء، مثلاً: لماذا فعلت هذا الشيء؟ لماذا لم تفعلي كذا؟ هذا الأمر لا يجوز، أنت فتاة؛ فلا تفعلي ذلك.
وكذلك بالنسبة لإخوتي ومع بعضهم، مثلاً: لماذا لبست ملابسي بدون إذني؟ لماذا فعلت هذا الشيء؟ لا تفعلي كذا؟ احترميني أنا أكبر منك سأضربك. ويبدأ الشجار، فتحاول أمي أن تفصل بينهم فلا تستطيع، كما أنهم لا يلتفتون إليها كثيراً؛ لأنها لطيفة، وعندما يوجد أبي يضربهم، أو ينهرهم فيهدؤون، ويقول لنا: أسوأ شيء عندي هو أن تتشاجروا"، ويقول لي: "وكذلك أن تضرب إخوتك"، ويقول لي: "إذا أردت الرضا مني فلا تقرب إخوتك" فأقول: نعم إن شاء الله، وأنا في ذهني أنني سأنكر عليهم مشاهدتهم للموسيقى وبعض الأفلام والمسلسلات، وخاصة المكسيكية.
وقد أثرت هذه المشاحنات في والدي كثيراً، إلى درجة أنه يقول لي: "أحياناً أفكر في أن أذهب إلى مكان لا يعرفني فيه أحد، وأرسل لكم فقط المصروف"، وقال: "أحس وكأن قلبي يؤلمني"، فقلت له: "لا تقلق، سيكون بإذن الله كل شيء بخير" أما بالنسبة لي عندما يتشاجر إخوتي فلا أستطيع التدخل خوفاً من أن أضرب أحدهم؛ فيغضب والدي علي، ولكن عندما يستفحل الأمر أضطر إلى التدخل.
أما بالنسبة لأختي العنيدة فهي تضرب أختي الأصغر منها كثيراً، وتلبس ملابسها بدون إذنها، ولا تريد من الأصغر منها أن تلبس ملابسها، كثيراً ما أفكر في ضربها حتى تسمع الكلام كما فعل بها أخي الأكبر مني، إلا أنني أخاف على صحة والدي؛ فكيف أتعامل مع أختي العنيدة حتى تصير تسمع الكلام، وتهتدي إلى الصلاة، وترك الموسيقى والمحرمات؟ وكذلك كيف أتعامل مع بقية إخوتي؟ وكذلك مشكلة البرامج المحرمة التي يتابعونها في التلفاز؟ وكيف يتعاملن مع بعضهن حتى يسود بيننا الإخاء والمحبة والاحترام، وحتى يهتدوا إلى الالتزام جيداً؟
أما والدتي فكيف يمكنها أن تسيطر عليهم، ويسمعوا كلامها؛ لأنها هي التي تكون معهم أكثر الوقت؟ أما والدي فكيف يتعامل معنا حتى نسمع كلامه، ويزيل هذه المشاحنات؟ وكيف يتخلص من مشاكله النفسية، حيث إنه يفكر في هذه الأمور وغيرها من أمور الحياة حتى يصير مريضاً، وتضعف قواه عن التحمل؟
وهو الآن مريض بسبب هذه المشاكل التي أسأل الله أن يرفعها عنا وعنه، آمين. وأنا خائف عليه؛ لأنني رأيت في المنام فكي العلوي خال من الأسنان، باستثناء سن كبيرة من القواطع، فنزعتها أو سقطت -لا أتذكر، والغالب أني نزعتها- وجاء في ذهني بعد أن استيقظت أنه قد يكون والدي أو جدتي (أم أبي)؛ فاستعذت بالله من شر ما رأيت، وسألت الله تعالى أن يطيل في أعمارنا، وأن يزكي أعمالنا.