الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضغط على الصدر وحالة خوف وهلع!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضغط شديد على الصدر، وكأن شخصاً ما ضربني ضربة قوية على صدري، وضغط على القفص الصدري.

أحس وكأن شيئاً ما في صدري يضغط ويريد أن يخرج، وأيضاً أحس بوخزات ألم في صدري، وضيق في التنفس، وأحيانا كتفي أسفل رقبتي، وأحس بالغثيان الشديد بدون قيء، وأيضاً بعض الاضطرابات في الشهية، وبعض الغازات في القولون. علماً أن هذه الحالة تأتي في شكل نوبات، لكنها تأتي يومياً.

كما أعاني مع هذه الحالة من حالة خوف وهلع، وأفكار سوداوية، ووساوس مزعجة جداً، وأني لن أشفى أبداً، وستبقى هذه الحالة للأبد، وحالة بعد عن الله، مع أني أتقرب كثيراً من الله بالصلاة والأذكار والقرآن، وأحس كأني لا أستفيد شيئاً، وأني وقعت أسيرة أفكاري، وأحياناً أحس أني لست أنا، وأني لست في الواقع.

قمت بالحجامة مرة، وبعد أن أجريت تحاليل فقر الدم ظهر أني أعاني من نقص الحديد، وأنا أشرب الدواء ولا أتحسن، وألاحظ فقط تحسن الشهية.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض العضوية مثل ضيق التنفس والغثيان والغازات، بالإضافة إلى الأعراض النفسية المتمثلة في الخوف من الموت أو من الأمراض والوساوس هي أعراض لمرض نفسي، يسمى الهلع panic disorders وهى حالة نفسية موصوفة في الطب النفسي، وهى حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم، أو تجربة صحية أو اجتماعية مؤلمة تؤدي إلى خلل في وظائف هرمون مهم جداً موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية، وهو هرمون السيروتينين.

يصاحب ذلك الشعور خفقان كبير على مستوى القلب، وزغللة في العيون، ورغبة في التقيؤ، وكتمة في الصدر، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوباً بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد، وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه، وبأن مكروهاً سوف يلحق به.

نوبات الهلع هذه تتعلق أولاً وأساساً بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها، أو إحباط يعيشه الشخص.

لذلك فإن العلاج يبدأ بمعرفة طبيعة المرض، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي مع ضرورة متابعة الحالة مع استشاري نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي لتقوية عنصر التفكير الإيجابي، وهذا يساعد كثيراً في علاج تلك الحالة، ولا مانع من تناول أقراص Prozac 20 mg لمدة لا تقل عن 6 شهور إلى عام كامل، وذلك للتخفيف من حدة نوبات الهلع، وعلاجها تماماً أو تناول cipralex 10 mg لنفس المدة، مع ضرورة فحص فيتامين د وفيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

لعلاج القولون يمكن تناول حبوب Spasmocanulase قرصا ثلاث مرات يومياً قبل الأكل، ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون، والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وأكله أو شربه مغلياً مثل الشاي، وهذا يساعد كثيراً في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله- وقد يغنيك ذلك الخليط عن الأدوية، وللحموضة يمكنك تناول قرص pariet 20 mg قبل الأكل يومياً مرة واحدة، مع ترك الوجبات الحارة والشطة في الطعام إذا شعرت بحموضة زائدة.

تناول أقراص الخميرة قبل الوجبات يفتح الشهية، ويساعد على الهضم لاحتوائها على بعض الخمائر، وتناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك، وتجنب التوابل الحارة والاستمرار في القرب من الله، وتلاوة القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).


وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً