الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظروفي المادية صعبة ولا أحب مخالطة الناس.. كيف أعالج نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا موظف حكومي، وظروفي الاقتصادية صعبة للغاية؛ نظرا لتدني الراتب، والذي لا يكفي لتوفير الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وعلاج لي ولأسرتي التي تتكون من زوجة وطفلين، ولي عمل خاص يدر بعض المال، ولكنه ليس بثابت؛ مما يدفعني للوحدة والقلق والخوف من المستقبل، ومن عدم قدرتي على الإنفاق على أسرتي بالصورة التي أريدها لهم، رغم أني أمتلك الكثير من الأفكار والمهارات التي تمكنني من زيادة عملي الخاص، وزيادة دخلي، وحاجتي الماسة لعمل ذلك إلا أني عمليا لا أفعل شيئا، إلا الجلوس في المنزل في غرفتي منفردا، لا أرغب في الحديث مع أحد، ولا أحب مخالطة الناس إلا في أضيق الظروف؛ مما يزيد الشعور بالخوف من المستقبل والقلق لذلك.

فهل أعاني من الاكتئاب أو الرهاب الاجتماعي؟ وهل يوجد علاج دوائي من شأنه أن يخرجني من تلك الحالة، ويدفعني لعدم اليأس والمحاولة بجد مرة أخرى، ويساعدني في الانخراط في المجتمع بدون الشعور بالنفور من الناس، وعدم الراحة التي تلازمني وأنا بالخارج؟

ولكم وافر الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تعاني من اكتئاب أو رهاب اجتماعي بالمعنى المعروف، ولكنك تعاني من أعراض اكتئابية، وقلق؛ نتيجة الظروف التي تعيش فيها، وعدم قدرتك على المواكبة أو التأقلم وحلّ المشاكل، فأحيانًا حينما تكون المشاكل أكبر من الشخص ولا يستطيع التغلب عليها يؤدي إلى إحساس بالعجز والفشل والتفكير الكثير، وأرى أن هذه هي مشكلتك، ويمكن أن تخرج من هذه المشكلة، وأفضل علاج لك هو العلاج النفسي.

يجب أن تبدأ بخطوات صغيرة، مثلاً عمل مشروع صغير سهل التنفيذ وتقوم بتنفيذه، وهذا يزيد الثقة في نفسك، ويجعلك أكثر هدوءًا ويُقلِّل من التفكير الكثير، وهنا بعض الأدوية قد تفيد، مثلاً بعض مضادات الاكتئاب قد تُسهل من العلاج النفسي، والخروج من هذه المشكلة.

ويحضرني دواء الـ (فلوكستين) عشرين مليجرامًا، قد يكون أفضل دواء، آثاره الجانبية قليلة، يؤدي إلى النشاط، كبسولة عشرين مليجرامًا تتناولها يوميًا بعد الأكل بعد الفطور، ويحتاج إلى ستة أسابيع لكي يُحدث أثرًا ملحوظًا، وبعد ذلك عليك الاستمرار فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، مع العلاجات النفسية - التي ذكرتُها - حتى تخرج من هذه المشاكل التي تعيشها، وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً