الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استفزتني زوجتي بشتمها فضربتها وشتمتها!

السؤال

لدي مشكلة مع زوجتي، وهي أنها طلبت مني أن تذهب لبيت جدتها، فقلت لها سأوصلك يوم السبت، وهي قالت أريد اليوم، وكان يوم الخميس، فقلت لها: لا، أنا مشغول، فأحدثت مشكلة، وتوترت.

أنا خرجت من البيت، ورجعت بالليل، وما كانت تتكلم معي، ويوم الجمعة أصرت أن أذهب بها، وقلت لها، أوصلك غداً السبت، فصارت تغلظ القول، وترفع صوتها، وتقول: إني لست برجل -ثلاث مرات-، وقالت: لو لم أتزوجك فلن توجد بنت ترضى بك. وشتمت؛ فغضبت وشتمتها، وضربتها ضرباً غير مبرح، لا أثر له، فصارت تصرخ، وكلمت أهلها، وخرجت من البيت، وكانت تريد أن تأخذ كل أغراضها من البيت، إلا أن أبي أوقفهم وقال لهم: لو كان هناك شيء ستأخذونه بالقانون.

علماً بأني تأسفت لها، وطلبت منها أن لا تخرج. والمهم بعد مدة ذهبت لأرى ولدي، وهو بعمر 9 أشهر، واستقبلني أخوها، وصار يشتمني بكلام جارح، وطردني، وأغلق الباب بوجهي، فكلمت أباها في التليفون، وقال تعال ولن تخرج إلا وأنت راضٍ، جئت إلى بيت أبيها، ولكنه أراد أن يرجع ضرب ابنته، وخنقني برقبتي، وقال لي: لو كنت بصحتي لضربتك، وشتمني.

اكتشفت أن زوجتي تحكي لأهلها كل مشاكلنا، والكل يعرف الذي صار، ولم أر ولدي خوفاً من المشاكل، والمشكلة لها نحو 44 يوماً، وأنا مصدوم من أن زوجتي لم تخفِ أي شيء بيني وبينها، والكل علم به، وأهلها يشجعونها.

علماً بأن ذلك ليس أول مرة تذهب لبيت أهلها وتحكي لهم، ومنذ شهور بقيت في بيت أهلها مدة 47 يوماً، بسبب تافه جداً، فأرجو الحل، ماذا أعمل مع هذه الزوجة ومع أهلها الظالمين لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: بالطبع نحن نحدثك أنت، ولو كنا نحدث زوجتك أو أهلها لقلنا كلاماً مغايراً، فلا شك أن هناك -على حسب روايتك- حكمة مفتقدة من الجميع، وبالطبع لا ندري سبب ذلك، لكن في كل الأحوال كان يمكن أن تكون إدارة المشاكل أقل ضرراً من ذلك، ودعنا الآن نعود إليك.

ثانياً: قد أخطأت -أخي الكريم- في عدم الاستجابة من أول الأمر إلى ذهاب زوجتك ما دامت الأمور ميسرة، وقد علمت رغبتها في ذلك مع الجذب القائم، كان أولى بك أن تنفذ طلبها أو تعتذر لها اعتذاراً يطيب قلبها وعقلها، كأن تقول لها: هذا حقك -حبيبتي- ولك الحق الكامل، ولو كنت اليوم غير مشغول لكنت أرسلتك لكن اجعليها غداً...، ومثل هذا الكلام الذي هو رفض لكن بأسلوب أفضل، كان سيجنبك أياماً، وأنت في عناء بسببه.

ثالثاً: قد قفزت على الأحكام الشرعية القاضية، بأن الأصل عند الاختلاف الوعظ حتى تدرك أن الوعظ لا يجدي، والهجر في المضجع حتى توقن أن الهجر لا يجدي، قفزت على كل ذلك، ولم تتحكم في غضبك وأنت الرجل فضربت! ومن حق الوالد ساعتها إن لم تكن رجعت إليه قبل ذلك أن يغضب، خاصة ونحن لا نعلم -ولا حتى أنت- إن كان الضرب على الحقيقة مبرحاً أم لا، فما تراه أنت غير مبرح، قد لا يراه غيرك كذلك.

رابعاً: ننصحك بما يلي:
1- فتح قنوات تواصل بينك وبين زوجتك ولو بالرسائل، وترقيق قلبها في أن ما حدث كان خطأ من الجميع، خطأ منكِ حين قلت عني ما قلت، وخطأ مني حين لم أتحكم بغضبي، ولا تذكر خطأ أهلها الآن.

2- إرسال رسائل إيجابية عن طريق بعض الوسطاء الأمناء إلى بيت أهل زوجتك، على أن ترسل حكيماً -أخي الكريم-، يضع الأمر في نصابه، ولا بأس أن يكون شيخ الجامع الذي يصلي فيها والد زوجتك، إن كانت له عنده وجاهة وكان الرجل حكيماً.

3- أرسل لها بانتظام نفقات الولد ونفقاتها الشخصية، حتى وإن لم تطلب هي، فهذا أولاً حقها عليك، وثانياً مما يؤلف القلب ويشعرها أنك لا زلت على حبك لها، وحرصك عليها.

4- لا تخبر أهلك بما كان من أهلها ولا من زوجتك؛ حتى لا تصعب عليك الأمور متى أردت رجوعها.

5- أكثر من الدعاء أن تمر هذه المرحلة على خير، وعند عودة زوجتك إليك -إن شاء الله- أرجو ان تراسلنا لنخبرك بطرق التعامل معها ومع أهلها بعد ما حصل.

نسأل الله الكريم أن ييسر لك الأمر، وأن يسعدك في الدارين، وأن يصلح زوجتك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً