الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب فتاة وأخشى أن أفقدها وهي لا تحبني!!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 18 سنة، أحب فتاة حباً شديداً، وأنا متعلق بها منذ 3 سنوات، وبدأنا منذ سنة نقلل من تواصلنا، وحاولنا قطعها، ولكن بلا جدوى، ففي كل مرة نعاود المراسلة بسبب شدة التعلق والحب، وأنا في مرحلة مهمة جداً من عمري، وهي قبل الجامعة.

الآن أراها أقوى مني، وتنتظرني إلى أن يكتب الله لنا أن نلتقي في الحلال، وأنا طلبت أن نتواصل، وأن ترفض كل خاطب حتى أستعد لخطبتها، لكنها رفضت كلامي، وقالت: لو كان هناك نصيب سنلتقي.

أنا خائف أن أخسرها، خاصة أنها أخبرتني أنها لا تحبني، وأشعر أنها تكتم الحب بداخلها، وهذا الشيء جعلني أتألم بشدة، وهي أصبحت تعاملني بقسوة، وأنا لا أتحمل، وخصوصاً أني أصبحت أهمل دراستي، وأحتاج إلى حل، بماذا أخبرها؟ وعلى ماذا نتفق لكي لا أتوتر وأخاف، ولأهتم بدراستي، ومن أجل أن نتزوج في المستقبل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونسأل الله أن يهديك والفتاة المذكورة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

بدايةً أوَّلُ ما ننصحكما به هو إيقاف هذا التواصل تمامًا حتى تتهيأ أنت وتتهيأ الفتاة، وحتى تأتي البيوت من أبوابها؛ لأن هذا التواصل خصم على سعادتكما الأسرية، والأخطر من ذلك أنه معصيةٌ لربِّ البريّة، فليس لك سبيل إليها، فلا بد لهذه العلاقة من غطاء شرعي.

إذا أردت مجرد التواصل معها، والتعرُّف عليها، فينبغي أن تكون البداية بإخبار أهلها، وبإرسال أهلك إليهم، ثم بالفوز بالموافقة، تطمئنُّ بعدها على إمكانية إكمال المشوار، ثم عمل خطبة، وحتى بعد عمل الخطبة، الخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا التوسُّع معها في الكلام، لكنّها مؤشّر يدفع الشاب والفتاة إلى العمل من أجل إكمال مراسيم الزواج.

نحن لا نؤيد فكرة التعلُّق بها، لأنك لا تدري هل يحصل وفاق؟ هل يقبل أهلها بك؟ هل يقبل أهلك أن ترتبط بها؟ هل تنتظرك؟ وكلُّ ذلك في علم الغيب، ولذلك أرجو إيقاف هذه العلاقة تمامًا، وإن كان هناك خير فسيجمع الله بينكما، هي عرفتك وأنت عرفتها، وحتى يُبارك الله لكما يجب أن تتوقفا؛ لأن الذي يحصل معصية، وما من معصية إلَّا ولها شُؤْمُها وثمارُها المُرَّة، واعلم أن التمادي في هذا الطريق يُوصلُ إلى نفق مُظلمٍ، ونؤكد أن الأمر قد يكون صعبًا، لكنّ الأصعب منه هو الاستمرار على المخالفة الشرعية، الجري وراء السراب، الانتماء لعلاقة قد لا تكتمل عناصرها، وقد لا تكتمل حلقاتها.

لذلك أرجو أن تنتبه لخطورة ما يحصل، وإذا كانت الفتاة قد تركتك وأدبرت عنك، فاشتغل بدراستك، وقبل ذلك بعبادتك وبطاعة ربك.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً