الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوب من محادثة الغرباء عبر منصات التواصل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة ملتزمة، أحفظ القرآن، ومواظبة على الصلاة والأذكار، ولكن أقوم بفعل كلما تبت منه عدت إليه، وهو: التحدث على الماسنجر مع شاب واحد، ولكن بحدود الشرع، ولم ندخل بأي شيء محرم، أو نحو ذلك، ودائمًا أقول: أعوذ بالله من همزات الشياطين، وأعوذ بك أن يحضرون، وهو أحد المشاهير، وينصحني في مشاكلي الخاصة، وأحزاني، فماذا علي أن أفعل؟ وهل هذا نقص مني؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل، كما نسأل الله أن يتم عليك النعمة والخير، بحسن الالتزام والعمل بالقرآن قولاً، وعملاً، ظاهرًا وباطنًا.

أختي الفاضلة: لا ندري ماذا تقصدين في سؤالك: بحدود الشرع! فهل طبيعة المحادثة هذه هي استفتاء، أم سؤال حول العلم، أو استشارة؟ إن كان الأمر كذلك فلا توجد مشكلة في هذه المحادثة، وإن كانت بهذا القصد دون مبالغة فيها، أو دخول في تفاصيل لا يحتاجها المفتي، أو المستشار، أو خضوع بالقول.

المشكلة تكون في الاسترسال في أحاديث عاطفية، وأمور جانبية لا تتعلق بشيء مهم، وبسبب هذا منع الشرع أي علاقة عاطفية بين الرجل والأنثى لا تهدف إلى الزواج، وحدد لتلك العلاقة إطارًا شرعيًا، وهو الخِطبة التي تحدث على مرأى ومسمع الجميع، ويحدث فيها التعارف العام بين الطرفين وفق ضوابط الشرع.

أختي الفاضلة: للشيطان خطوات يستدرج فيها الإنسان، حتى يُدنِيه من الحرام، فالنفس تأبى الوقوع في المُحرم مباشرةً؛ لأن النفس تمقته بطبعها، فالإنسان ضعيف أمام مشاعره وعواطفه، وخصوصًا إن كان يعاني من أزمات وصعاب في الحياة، فيلجأ لمن يظن أنه يُخفف عنه، أو يُرشده، أو ينصحه، ولكن الشيطان يستغل هذا الضعف، خصوصًا في فترات الشباب والمراهقة التي يندفع فيها الشاب نحو غرائزه وعواطفه بقوة، ودون شعور، فيُخشى من التمادي في هذه المحادثات أن يسوّغها الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء من منطلق السؤال، والحاجة إلى الإعجاب، ثم التعلق، ثم الرغبة في اللقاء..إلخ، قال تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).

لذلك أنت حافظة لكتاب الله تعالى، وملتزمة بشرعه -والحمد لله-، وينبغي أن تكوني أكثر الناس حرصًا على نفسك، وعفتك، واستقامتك، وأكثر درايةً بمزالق الشيطان وغوايته؛ فإن كان لهذه المحادثة داع، وضرورة، فليس في ذلك دليل نقص فيك -كما أوضحنا-، وتكون بحدود الشرع، ودون الخضوع بالقول، أو الانحدار إلى أقوال عاطفية تثير النفس، وباختصار: دون التعمق في تفاصيل لا يحتاجها المستشار، أو المفتي، أو الناصح.

وإن كانت هذه المحادثات مجرد بث الأحزان، والشكوى، والآلام، فاجعلي الشكوى لله في الأول والآخر؛ فهو من بيده الأمر كله، وإن كان لا بد من الشكوى لبشر فتكون لإحدى أخواتك الطيبات، الملتزمات، الناصحات و-الحمد لله- هن كثير، لتبين لك الخير، وتعينك عليه، وإن كان في نفسك أثناء هذه المحادثات مشاعر ميل، أو انجذاب عاطفي تتجاوز حدود السؤال والنصيحة، فاقطعي الطريق على الشيطان بإيقاف هذا التواصل؛ وسيعوضك الله خيرًا من هذا الطريق الذي قد يفسد حياتك.

أسأل الله أن يعينك على عمل الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً