الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من المشاكل إذا بنى زوجي المنزل جوار أخيه، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يرغب زوجي في الاشتراك مع أخيه في قطعة أرض ليبني كلٌّ منهما منزله، لكني أرفض ذلك خوفًا من حدوث مشاكل، ولا أرغب في أن نكون جيرانًا لهم، إذ أريد الابتعاد للحفاظ على علاقتنا جيدة، فما العمل؟ أرجو إفادتي.

وشكراً على مجهوداتكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

أحياناً ما تكون المسلّمات سجوناً يسجن المرء فيها نفسه، ويتصرف بناء على معطيات هي في الحقيقة أوهام، لكن مشكلتها أن صاحبها لا يفكر إلا وفق جدرانها الأربعة المسجون فيها.

ما نريد أن نقول أختنا الكريمة:
البعض يظن أن كل اقتراب من الأخوة احتراق، وأن البعد كامن في السلامة، مع أن هذا ليس أصلاً، ولا ينبغي تعميمه، بل نقول لك: إن نصف مشاكل الأبناء تنتهي عندما يكونون وسط عائلة، وفي محيط أسري نظيف، بين أعمامه وأولادهم، وأخواله وأولادهم، وهو ما يعبر عنه بالأسرة الممتدة.

ونحن نسألك أي الأمرين خير للأبناء: أن يتعلموا الأخلاق من أعمامهم، وأن يصاحبوا أهليهم، أم يصاحبوا من لا تعرفون ولا ترتضون أحياناً.

نعم هناك استثناءات، لكن لا يجب أن نجعل القاعدة في الجوار هي الاستثناء.

أختنا الكريمة: دعينا نفترض أن هناك على الأرض مشاكل بين الأخوين أو بين الزوجات، فهل الحل في الابتعاد، أم الحل في إدارة الخلاف والاجتهاد في الإحسان والتغافل عن الزلات؟

إننا ننصحك بما يلي:

1- طرد هذه الفرضية من تفكيرك، والإيمان بأن الأصلح لأولادك أن يكونوا وسط عائلة.
2- إن كان الزوج عازماً على البناء مع أخيه -والأمر قد أصبح واقعاً- فلا تحدثي لنفسك مشكلة، ولا تضعي زوجك بين خيارين: إما أن يحافظ عليك أو يقاطع أخاه.
3- إن كانت حقاً هناك مشاكل، ومسألة البناء لا زالت في بدايتها، فاعرضي عليه بعض البدائل، وحدثيه عن تخوفك، واجعلي الحديث في إطار التخوف والاستفسار، وليس في إطار الأحكام، اطرحي عليه الفكرة بهدوء، ووفق خيارات محددة، دون أن تكثري من الحديث أو تجعلي من تلك الشراكة مشكلة.
4- يمكنك كذلك أن تطلبي منه الاستخارة قبل إصدار أي قرار، والاستخارة لا تفضي إلا إلى خير.

وأخيراً: سلمي لله أمرك، وأحسني النية، وأكثري الدعاء، وسلي الله أن يوفقكم للخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً