السؤال
السلام عليكم
أنا أكبر إخوتي، وقد شارفتُ على الأربعين، لديّ أخ وأخت، وكنت قد اختلفتُ معهما بسبب سوء التعامل، وعدم الاحترام، أخي كان معروفًا بسوء الخُلُق معي على مرّ السنين، أما أختي فلا.
دائماً كنت أتنازل عن حقي تحت ضغط والدي، وتزوجتُ قبل سنوات، ثم طلبت زوجتي الطلاق، وكنت وحيدًا لمدة خمس سنوات في الغربة، مما أثّر على نفسيتي بشكل كبير.
عندما عدت، حاولت جاهدًا أن أتغاضى عن عصبية إخوتي وسوء تعاملهم معي لأشهر، بالرغم من هدوئي في التعامل معهم، لكن في النهاية، تصادمت معهم بشدة بسبب رفع صوتهم عليّ، وعدم احترامي، وقد وصل الأمر بأخي إلى أن مدّ يده عليّ، ودفعني، فقمت بالرّد عليه بدفعه، وتشابكنا بالأيدي، لولا تدخل والدي.
خلال السنوات الخمس الماضية، عانيتُ من زوجة ناشز، ومن أبيها، وتعامل مهين من طرفها، رغم جميع التنازلات التي قدمتُها، حتى طلبت الطلاق بإيعازٍ من أبيها، إلى جانب ذلك، واجهت تحديات الدراسة الجامعية، ومشرفًا دراسيًّا ظالمًا، والغربة، بالإضافة إلى وباء كوفيد الذي كان سببًا في وحدتي وانعزالي لسنوات.
كنت بطبعي إنسانًا متسامحًا، لكن هذه الخصلة سببت لي الكثير من المشاكل، إذ أصبح الناس يستهينون بالإساءة إليّ، أو هضم حقي، أو رفع بلاغات كاذبة ضدي للشرطة، كما حصل مع طليقتي، وصديقٍ آخر في أيام الدراسة، لكن -والحمد لله- تمت تبرئتي.
لم أعد أتحمل أيًّا من مظاهر الظلم أو عدم الاحترام، ولا أسامح أحدًا إلا إن اعتذر عما بدر منه، حتى صلاتي تأثرت؛ فقد أصبحتُ لا أدري كم ركعة صليت أحيانًا، وأغضب من أمور حدثت معي في الماضي، ويضيق بها صدري حين أكون وحيدًا، وقد استشرتُ طبيبًا نفسيًّا، فوصف لي دواءً عند الحاجة.
في الوقت الحالي، لا أتكلم مع إخوتي إطلاقًا، وأشعر بالهدوء، لقد قاطعتهم حفاظًا على ما تبقّى من سلامة عقلي ونفسيتي، فهل عليّ إثم في ذلك؟