الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التفكير الشديد يُعيق عملية التعافي من الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال للدكتور/ محمد عبد العليم:

أنا أثناء عملي، كثيرًا ما يوسوس لي الوسواس بفكرة متكررة هدفها تعطيل إنتاجيتي، ومع ذلك، أُكمل عملي وأقاوم هذه الفكرة قدر المستطاع، لكن بعد الانتهاء من العمل والعودة إلى المنزل، أجد نفسي أفكّر في هذه الفكرة وأسرح فيها بشكل شديد جدًا.

سؤالي هو: هل التفكير والسرحان الشديد في هذه الفكرة بعد الانتهاء من العمل قد يُعيق عملية التعافي من الوسواس؟ أو قد يمنعني من التخفُّف التدريجي منه؟

أعتذر عن الإطالة، وشكرًا لكم على رحابة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك أخي الكريم في استشارات إسلام ويب، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في شخصي الضعيف.

أيها الفاضل الكريم، المبدأ العلاجي الرئيسي هو ألّا ينشغل الإنسان بالأفكار الوسواسية في أي وقت، وفي أي مكان، سواءً كنت في العمل أو خارج العمل؛ لأن ما نريده للناس هو تجاوز الوسواس تمامًا، لا التعايش معه، ولا بد أن ينقطع الوسواس تمامًا، والانشغال بالفكرة يعني تحليلها ومحاورتها ومحاولة إخضاعها للمنطق، وهذا يُمكّن الوسواس، ويزيد من قوّته وشدّته واستحواذه.

فيا أخي الكريم، يجب أن يكون قرارك مع نفسك أن الوسواس لا يجب أن يكون جزءًا من حياتك، وأنك ترفض الأفكار الوسواسية تمامًا، وتُحقرها وتُعرض عنها تمامًا، وتنفّر نفسك منها، سواء كنت في البيت أو في العمل، أو كنت مشغولًا أو غير مشغول، أو أي حالٍ من الأحوال.

هذا يا أخي هو الترتيب الصحيح، وأريدك أن تحرص عليه، وألّا تُعطّل العلاج، وأقول لك بكل وضوح: محاورة الفكر الوسواسي لن تُخفّف من الوسواس، بل تزيده وترسّخه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً