السؤال
أبي كان يعمل لدى بنك غير إسلامي في موطنه لعدد من السنين ثم تقرر نقله لفرع من فروع هذا البنك في بلد آخر، وسافر إليه واستمر بالعمل بضع سنين أخرى، ثم حول إلى بنك أخر وعمل به بضع سنين ثم حول للمرة الأخيرة إلى بنك إسلامي منذ ما يقارب العشر سنوات.
أنا أعلم أن العمل لدى البنوك غير الإسلامية حرام وخصوصاً إذا كان الشخص يعلم مسبقاً بحرمة هذا المال ولكن إذا أراد الشخص التوبة فما العمل؟ خصوصاً وأنه الآن على الأغلب قد صرف كل المال الذي جناه من عمله السابق في مختلف الأشياء والمصاريف. فهل يكفي الاستغفار والندم على ما مضى؟ أم هل يجب أن يستخرج من ماله ويتصدق به علماً بأنه عمل في هذه البنوك مدة طويلة ولم يكن له مصدر دخل آخر إطلاقاً ما يعني أنه جنى أموالا كثيرة على مر السنين وكلها صرفت في مصاريف السكن والمدرسة والمعيشة الخ.
فكيف سيستطيع تقدير هذه الأموال وكيف سيستطيع إنفاقها في صدقات وما شابه وهو ما زال لديه مصاريف كثيرة ؟ ما حكم المال الذي يجنيه الآن من البنك الإسلامي هل هو حلال أم لا يحل له حتى يتخلص من قيمة المال الحرام الذي جناه في السابق؟ بمعنى هل أي شيء يشتريه أو يصرف عليه من راتب البنك الإسلامي حرام إلا أن يكون ضرورة أم هل يمكن أيضاً الصرف على أي شيء من هذا الراتب سواء كان ضرورة أم لم يكن ضرورة؟ وهل يحل لنا كأولاده أن نصرف من أمواله الآن وهو يعمل لدى البنك الإسلامي؟
أنا الآن تخرجت من كلية الطب وأريد أن أقوم بعمل سنة الامتياز وهناك 3 خيارات: الأول وهو أن أقضي سنة الامتياز في موطني حيث درست وسكنت مع خالي وجدتي وهناك سأتقاضى مرتباً بسيطاً مقابل العمل(والذي لن يكفيني لقضاء كل احتياجاتي اليومية وغيرها فسأضطر أن آخذ مال أبي ولكن الفرق هو أنه لن يدفع للتدريب نفسه). والخيار الثاني هو أن أقضي سنة الامتياز في البلد التي يسكن فيه والداي حيث التدريب أفضل ولكن نظراً لأننا أجانب يجب دفع رسوم للمستشفى مقابل التدريب لديهم. والثالث والأخير هو أن أتدرب لدى مستشفى لا يطلبون المال مقابل التدريب ولكن التدريب لديهم ليس بجودة من يطلبون المال. فهل يجب علي أن لا أتدرب حيث يطلبون المال والذي سيدفعه أبي عني؟
أنا لا أدري أصلاً إذا كان قد تاب أم لا. هل أسأله؟ هل يمكن أن ينطبق علي مبدأ: لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم؟ أم هل يجب علي أن أتأكد أولاً أنه قد تاب وأنه تخلص من المال المكتسب من البنوك السابقة أو على الأقل قيمتها؟ وماذا عن الأشياء التي اشتراها بهذا المال؟ هل يتخلص منها أم يبقيها أم يتصدق بقيمتها أم هل تحرم هذه الأشياء بعينها أي أنه لا يمكن التصدق بقيمتها و لكن يجب التخلص منها بعينها؟ كأثاث المنزل و السيارة و و و و و كل شيء؟ و ماذا عن الأشياء التي استهلكت مثل الأكل و الشراب و الإيجار الخ.؟
كل الفتاوى التي وجدتها تتحدث في حال وجود المال المكتسب من الحرام أو أن الشخص ما زال يسترزق منه و لكن سؤالي بخصوص شخص صرف ماله هذا. أي المال بعينه لم يعد موجوداً.
أفتونا رجاء فأنا أخاف من عذاب الله كثيراً و أخشى على والدي من سؤال رب العالمين. فماذا يمكن أن يفعله ليبرئ ذمته؟
أعلم أني أطلت ولكنني أرجو منكم الرد على كل الأسئلة وعدم نسيان أي واحد منها رجاء.