السؤال
أنا أمرأة متزوجة منذ 3 أشهر، تخرجت قبلها من الجامعة بـ 3 أشهر، جامعية مثقفة ملتزمة ومتدينة وذات شخصية قوية، كان قد تقدم لي أكثر من شاب لخطبتي قبل أن أتزوج، ولكني كنت أرفض إما لعدم التكافؤ الفكري أو التوافق، فأنا سعيدة جداً في بيت أبي، وبإمكاني أن أعمل وأعيش دون رجل، شخصيتي القوية تسمح لي بهذا، ولكني قد صَلَّيْت ركعتين لله قبل أن أتخرج بفترة بسيطة داعية الله أن يهب لي زوجا من عنده؛ لأنه لو كان الامر بيدي لرفضت أي رجل يخطبني وعشت وحدي دون الاهتمام لسنة الحياة والزواج، فدعوت ربي أن يختار لي من عنده ويرسله لي، وسبحان الله بعد هذه الصلاة وتفويض الأمر لله تقدم شاب لخطبتي كما يقولون بالعامية لا يوجد به عيب سمعته في بلدنا تدل على أنه على دين وخلق وبار بأهله كما أن له منصبا في الدولة ويمثل الدولة بالخارج، وكان من شروطه أن أرافقه، وافقت وتم الأمر بكل سلاسة وسهولة بفضل من الله، ولكن عندما سافرت معه ولم يبق لي أكثر من 3 شهور اكتشفت أن مجال عمله صعب جداً، فأنا بحكم أني زوجته وأمثل الدولة معه أضطر لأن أذهب معه إلى دعوات عشاء وغداء واستقبالات، كما أني أفعل ذلك وحدي في غيابه وعلي واجبات كثيرة، والحجاب مرفوض في هذا المجال، وفي الدولة التي نقيم فيها، بل توجد بعض الاعتداءات على المتحجبات من قبل المدنيين ورجال الشرطة، ومع أني لم أواجه حتى الآن إلا نظرات وبعض الصراخ غير المفهوم من المدنيين هنا في الدولة الأوروبية، الوضع الأمني سيئ للغاية، وأحاول أن لا أخرج كثيراً لكن واقعيا لا أستطيع أن ألازم المنزل، زوجي لم يطلب مني خلع الحجاب، ولكن دائماً ما يحسسني بثقل هذا الشيء عليه وعلى مجال عمله وبخطورته، أشعر وكأنه يريد أن يطلب مني ولكنه يخجل؛ لأني منذ فترة الخطوبة وأنا أوضح له وأقول له صراحة أنا متحجبة ملتزمة عندما أسافر لا أخلع حجابي، وكان هو يوضح لي أن السفر كسياحة يختلف عن العيش بالخارج، وكنت أرد بأني إنسانة متحجبة ولا يهمني ذلك، فكان جوابه افعلي ما ترينه مناسبا.
فأنا في حيرة من أمري كيف أخلع الحجاب؟ وهل حرام علي لو خلعته في هذه البلد على أن أرتديه إذا نقل إلى بلد آخر؟ أم أطلب الانفصال؛ لأني لا أستطيع العودة إلى بلدي ويعيش كل منا في بلد، وهو لا يستطيع طلب نقله إلى بلد إسلامي.
أما المشكلة الثانية فاكتشفت أنه وأيضا بحكم أو بحجة مجال عمله يشرب الخمر، وحجته أنه لا يسكر بل لأن مجال عمله حتم عليه ذلك، وأوضحت بشده أن هذا مرفوض وأنه إذا رزقنا بأطفال لا أريده أن يكون هذه القدوة، فقد تأثر بكلامي وقال لي اصبري قليلا أمهليني بعض الوقت أريد أن أترك لكن لا استطيع تحقق ذلك في يوم وليلة.
مع العلم أنه يصلي جميع فروضه ويقرأ القران ويصوم، وكما ذكرت بار بأهله، محبوب من قبل الناس جميعا بسبب حبه لخدمة ومساعدة الآخرين، وفي بلدنا لا يوجد مخلوق يذكره بسوء، ومع العلم أيضاً أنهم لا يعلمون عن موضوع شرب الخمر، فأنا وحدي المطلعة على ذلك بالإضافة إلى زملائه بالخارج الذين هم في ذات المجال ويفكرون بنفس الطريقة.
هو لا يؤذيني وطيب ويعاملني بالحسنى، وأنا أيضاً حامل منه بالشهر الأول، ولكن الحياة معه صعبة جداً بسبب هذين السببين، فهل أطلب الانفصال، أنا باستطاعتي أن أعمل وأصرف على الجنين.
ماذا أفعل؟ هل أخلع الحجاب وأصبر على الشرب أم أنفصل؟.
أعتذر على الإطالة، أرجو إفادتي.