السؤال
سؤالي عن مال أبي الحرام من جهة الكسب.
والدي كان يعمل قبل تقاعده في مزرعة للعنب الموجه للخمر في دولة أوربية. ونحن صغار كنا نأكل من هذا المال. وأكملت أنا تعليمي الجامعي ولم أشتغل في مجال تخصصي؛ لأنني أصبت بمرض نفسي شامل (اختلال الانا، الاكتئاب الحاد، الرهاب من عدة أشياء أساسه الرهاب الاجتماعي، ضعف الذاكرة، الوسواس القهري...)-وقد يكون هذا بسبب المس أو السحر، والله أعلم- وبسبب الرهاب الاجتماعي سبب لي موضوع العمل والكسب عقدة نفسية لأنني لا أستطيع الجلوس مع الناس، والتصرف كشخص عادي. وبسبب هذا الأمر أخذت مالا من أبي واشتريت دراجة ثلاثية العجلات (تكتك) وعملت في توصيل البضائع؛ لأن هذا الأمر لا يتطلب اختلاطا كبيرا بالناس بالإضافة إلى أنه عمل حر بمعنى عندما يشتد علي المرض أترك العمل، وأرجع للبيت، ورغم أن هذا العمل فيه شيء من الابتذال في مجتمعنا، ولا يليق بحامل شهادة جامعية إلا أني مرغم على ذلك.
ونظرا للمعاناة النفسية التي كنت أعانيها لأكسب المال، كنت لا أفرط في أي درهم أحصله.
تحسنت حالتي قليلا بفضل الله، ثم ببعض الأدوية والرقية الشرعية. وفكرت بالزواج ومن عادات مجتمعنا أن الأب يزوج ابنه، فدفع أبي المهر ومعظم تكاليف الزواج، ومكثنا أنا وزوجتي في بيت أبي؛ وهذا البيت طبعا قد بناه أبي من كسبه الذي أشرت سابقا إلى أنه حرام، ونأكل أيضا من طعامه إلا في هذه السنة الأخيرة أصبحت آكل وأصرف على نفسي من كسبي.
الآن وقد مرت ١٤ سنة على مرضي النفسي قد اشتد عندي الرهاب الاجتماعي، وأحاول جاهدا جمع مبلغ من المال أشتري به منزلا بسيطا ولكن لم أستطع.
فما هو حكم مكوثي في منزل أبي الذي بناه من كسب حرام؟ وما حكم المال الذي أخذته منه عند شرائي للتكتك؟ وما حكم المال الذي دفعه في المهر وتكاليف الزواج؟ وما حكم مأكلي ومشربي معه فيما مضى؟ وهل تعلق شيء من المال في ذمتي يجب أن أقضيه؟
وجزاكم الله خيرا.