السؤال
أبلغ من العمر 20 عاما. الحمد لله، وجدت فتوى تجيب عن سؤالي، ولكنني أتحرى تفصيلا أدق.
أكتب قصصا، وأنوي نشر رواية. روايتي -بإذن الله- تدعو للمعروف، وتحتوي على العبرة في قضايا شائعة، كالتعارف بين الشابات والشبان. وتأتي العبرة بضرب المثل.
هل يجوز صياغة حوار يبين طبيعة التجاوزات اللفظية كالغزل مثلا؟ (لأنني أستهدف هذه الشريحة بالأخص في النصح)
إذا كان هذا حراما. فهل يجوز كتابة مثلا: تكلم فلانة فلانا كل يوم. دون صياغة محادثة؟ أو: ورد اتصال من فلان؛ فابتسمت؟
لتبيين الحقائق: أنا فتاة من ذوي المواهب المتعددة، ولله الحمد، لقد امتنعت عن رسم ذوات الأرواح من البشر والحيوانات، لما علمت بتحريمه. يوجد رسمات عدة لدى عدة أشخاص من الأقارب بعتها لهم. فهل أكلت مالا حراما؟ مع العلم بأنني علمت بحرمتها واستمررت حتى عذبني ضميري، وخوفي من الله.
هل ستشهد علي رسوماتي يوم القيامة إن لم أتلفها، مع العلم بأنني لا أستطيع، فلم تعد بحوزتي، ويصعب مطالبة المشترين بإتلافها.
ولأنني توقفت عن الرسم، وإن لم يشأ الله توفيقي بالكتابة، سأبحث عن الطبخ أو الخياطة، أو أي سبيل حلال لجني رزقي، وبالأخص أكون مميزة بشيء أعرف به أمام الناس.
هل طموحي للتميز حرام؟
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
شكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، ولا مانع من كتابة العبارات التي ذكرتها في راوية أو قصة، فقد أجاز الفقهاء ما هو أبلغ من ذلك، كالتشبيب -الغزل- بامرأة غير معينة، بذكر محاسنها، ما لم يفحش، كما سبق في الفتوى: 64626.
وأما المال الذي اكتسبته من الرسم المحرم، فما دمت قد تبت وأقلعت عن التصوير، فيرجى أن ما اكتسبته منه مباح لك، ولا يلزمك التخلص منه.
جاء في الفروع للمرداوي الحنبلي: واختار شيخنا -ابن تيمية- فيمن كسب مالًا محرمًا برضا الدافع ثم تاب -كثمن خمر, ومهر بغي, وحلوان كاهن- أن له ما سلف للآية -يعني قوله تعالى: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ" {البقرة:275} - ولم يقل الله: فمن أسلم، ولا من تبين له التحريم. انتهى.
وأما قولك: (هل ستشهد علي رسوماتي يوم القيامة إن لم أتلفها، مع العلم بأنني لا أستطيع، فلم تعد بحوزتي، ويصعب مطالبة المشترين بإتلافها.) فما دمت عاجزة عن إتلاف تلك الرسوم المحرمة، فلا شيء عليك -إن شاء الله- وانظري في بيان هذا، الفتوى: 217996.
وأما قولك: ( وإن لم يشأ الله توفيقي بالكتابة، سأبحث عن الطبخ أو الخياطة، أو أي سبيل حلال لجني رزقي، وبالأخص أكون مميزة بشيء أعرف به أمام الناس.
هل طموحي للتميز حرام؟): فلا موجب لتحريم ما ذكرته، فأعرضي عن الوساوس، ولا تتشاغلي بها، وانظري الفتوى: 389095 .
والطموح إلى التميز فيما هو مشروع لا حرج فيه، بل قد يكون مطلوبا ويثاب عليه صاحبه إن قصد به نية صالحة، ولم يوقعه في عجب وغرور وزهو على الناس.
والله أعلم.