الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  والمقصود هنا [1] أنه ( * ) [2] يقال لهذا الإمامي [3] : إخوانك هؤلاء يقولون : إن قولهم هو الحق دون قولك ، وأنت لم تحتج لقولك إلا بمجرد قولك : إنه ليس بجسم ، ( 7 وهؤلاء إخوانك يقولون : إنه جسم 7 ) [4] ، فناظرهم فإنهم إخوانك في الإمامة وخصومك في التوحيد .

                  وهكذا ينبغي لك أن تناظر الخوارج الذين هم خصومك ، وأما [5] أهل السنة فهم وسط بينك وبين خصومك ، وأنت لا تقدر على قطع [ خصومك لا ] هؤلاء ولا هؤلاء [6] [ ص: 258 ] فإن قلت : حجتي على هؤلاء أن كل جسم محدث قال لك إخوانك : بل الجسم عندنا ينقسم إلى [7] قسمين : قديم ومحدث ، كما أن القائم بنفسه والموجود [8] والحي [9] والعالم والقادر ينقسم إلى قديم ومحدث .

                  فإن قال النافي : الجسم لا يخلو عن الحوادث ، ( * وما لم يخل عن الحوادث فهو حادث .

                  قال له إخوانه : لا نسلم أنه لا يخلو عن [10] الحوادث ، وإن سلمنا ذلك فلا نسلم أن ما لم يخل عن الحوادث فهو حادث .

                  فإن [11] قال : الدليل على أنه لا يخلو من الحوادث * ) [12] أنه لا يخلو من الأعراض ، والأعراض حادثة [13] [ فإن العرض لا يبقى زمانين .

                  وعلى هذا اعتمد كثير من الكلابية في حدوث العالم ، وعليه أيضا اعتمد الآمدي [14] وطعن في كل دليل غيره ، وذكر أن هذه طريقة الأشعرية .

                  وضعف ذلك من تعقب كلامه ، وقال : هذا يقتضي بناء هذا الأصل العظيم على هذه المقدمة الضعيفة ، ] وقد رأيت كلام الأشعري نفسه ، [ ص: 259 ] فرأيته اعتمد على أن الأجسام لا تخلو من الاجتماع والافتراق بناء على أن الأجسام مركبة من الجواهر المنفردة ، فاحتج باستلزامها لهذا النوع من الأعراض ، وهذا النوع حادث ؛ لأنه من الأكوان لكنه مبني على الجوهر الفرد ، وجمهور العقلاء من المسلمين وغيرهم على نفيه .

                  والمقصود هنا ذكر ما يبين أصول الطوائف ، وأن قول هؤلاء الرافضة المعتزلة من أفسد أقوال طوائف الأمة ، فإنه ليس معهم حجة شرعية ولا عقلية يمكنهم الانتصاف بها من إخوانهم أهل البدع ، وإن كان أولئك ضالين مبتدعين أيضا [15] ، وهم مناقضون لهم غاية المناقضة ، فكيف تكون لهم حجة على أهل السنة الذين هم وسط في الإسلام كما أن الإسلام وسط في الملل ؟ !

                  فإذا قال النافي : الدليل على حدوثها استلزامها للأعراض [16] ] [17] .

                  قالوا له [18] : ليس هذا قولك و [ قول ] أئمتك [19] المعتزلة وإنما هو قول [ ص: 260 ] الأشعرية [20] ، وأما المعتزلة فعندهم أنه قد يخلو عن كثير من الأعراض ، وإنما يقولون ذلك في الأكوان أو في الألوان [21] .

                  وقالوا : لا نسلم أن الأعراض حادثة وأنها لا تبقى زمانين ، وهذا القول معلوم البطلان بالضرورة عند جمهور العقلاء ، مع أنه ليس قولك وقول شيوخك المعتزلة والرافضة .

                  [ فإن ] [22] قال الإمامي النافي : الدليل على أن الجسم لا يخلو من [23] الحوادث أنه لا يخلو من الأكوان ، والأكوان حادثة ، ( * إذ لا يخلو [24] عن الحركة والسكون ، وهما حادثان .

                  قالوا له : لا نسلم أن الأكوان كلها [25] حادثة * ) [26] ، ولا نسلم أن السكون حادث ، بل يجوز أن يكون لنا جسم قديم أزلي ساكن ، ثم تحرك بعد أن لم يكن متحركا [27] ; لأن السكون إن كان عدميا جاز أن يحدث أمر وجودي ، وإن كان وجوديا جاز أن يزول بحادث [28] .

                  قال النافي : القديم لا يزول .

                  قال إخوانه : القديم إن كان معنى عدميا جاز زواله باتفاق [29] [ العقلاء ] [30] ، ( 11 فإنه ما من حادث إلا وعدمه قديم 11 ) [31] ، والسكون عند كثير [ ص: 261 ] من الناس عدمي ، ونحن نختار أنه عدمي فيجوز زواله ، وإن كان وجوديا فلا نسلم أنه لا يجوز زواله .

                  [ فإن ] قال النافي [32] : السكون [ وجودي ] ، وإذا كان [33] وجوديا قديما ، فالمقتضي [34] لقدمه قديم من لوازم الواجب ، فيكون واجبا بوجوب سببه [35] .

                  قال إخوانه المجسمة : هذا الموضع يرد على جميع الطوائف المنازعين [36] لنا من الشيعة والمعتزلة والأشعرية وغيرهم ، فإنهم وافقونا على أن البارئ فعل بعد أن لم يكن فاعلا ، فعلم جواز حدوث الحوادث [ كلها ] [37] بلا [38] سبب حادث . [ وهم يصرحون بأنه يجوز - بل يجب [39] - حدوث الحوادث كلها بغير [40] سبب حادث ] [41] ( 11 لامتناع حوادث لا أول لها عندهم 11 ) [42] ، وإذا جاز ذلك اخترنا [43] أن يكون السكون عدميا ، والحادث هو [44] الحركة التي هي وجودية ، فإذا جاز إحداث جرم بلا سبب حادث فإحداث حركة بلا سبب حادث أولى .

                  ولو قيل : إن السكون وجودي ، فإذا جاز وجود أعيان بعد أن لم تكن ، [ ص: 262 ] وذلك تحول [45] من أن لا يفعل إلى أن يفعل ; سواء سمي مثل هذا تغيرا وانتقالا [46] أو لم يسم ، جاز أن يتحرك الساكن وينتقل [47] من السكون إلى الحركة [48] [ وإن كانا وجوديين [49] .

                  وقول القائل : المقتضي لقدمه من لوازم الوجوب .

                  جوابه أن يقال : قد يكون بقاؤه مشروطا بعدم تعلق الإرادة بزواله أو بغير ذلك ، كما يقولونه في سبب الحوادث ، فإن الواجب انتقل من أن لا يفعل إلى أن يفعل ، فما كان جوابهم عن ذلك [50] كان جوابا عن هذا ، وإن قالوا بدوام الفاعلية بطل قولهم وقولنا .

                  وبالجملة [51] هل يجوز [52] أن يحدث عن القديم أمر بلا سبب حادث ، وترجيح أحد طرفي الممكن بمجرد القدرة ؟ وحينئذ فيجوز أن يحدث القادر ما به يزيل السكون الماضي من الحركة ، سواء كان ذلك السكون وجوديا أو عدميا ] [53] .

                  قال النافي : هذا يلزم منه أن يكون البارئ محلا للحركة وللحوادث [54] أو للأعراض ، وهذا باطل .

                  [ ص: 263 ] قال إخوانه الإمامية : قد صادرتنا على المطلوب فهذا صريح قولنا ، فإنا نقول [55] : إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض ، فما الدليل على بطلان قولنا ؟

                  قال النافي : لأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها ، وما لا يخلو من الحوادث فهو حادث .

                  قال إخوانه : قولك : ما قامت به الحوادث لم يخل منها ، فهذا [56] ليس قول الإمامية ولا قول المعتزلة ، وإنما هو قول الأشعرية . وقد اعترف الرازي والآمدي وغيرهما بضعفه وأنه لا دليل عليه ، وهم وأنتم تسلمون لنا أنه أحدث الأشياء بعد أن لم يكن هناك حادث بلا سبب حادث ، فإذا حدثت [57] الحوادث من غير أن يكون لها أسباب حادثة ، جاز أن تقوم به بعد أن لم تكن قائمة به .

                  فهذا القول الذي يقوله هؤلاء الإمامية ، ويقوله [58] من يقوله من الكرامية وغيرهم : من إثبات أنه جسم قديم ، وأنه فعل بعد أن لم يكن فاعلا ، أو تحرك [59] بعد أن لم يكن متحركا ، لا يمكن لهؤلاء الإمامية [60] وموافقيهم من المعتزلة [ والكلابية ] [61] إبطاله ، فإن أصل قولهم بامتناع ( * الحوادث به ، [ ص: 264 ] وهؤلاء قد جوزوا ذلك * ) [62] ، [ ثم الكلابية [63] لا تنفي قيام الحوادث به لانتفاء [64] الصفات ، فإنهم يقولون : بقيام أعيان الصفات القديمة به ، وإنما ينفون قدم النوع لتجدد أعيانه فإنها حوادث .

                  وعمدتهم في نفي ذلك أن ما قبل الحوادث لم يخل منها ، وهذه مقدمة باطلة عند العقلاء ، وقد اعترف بذلك غير واحد من حذاقهم ، كالرازي والآمدي وغيرهما ، وأما أبو المعالي وأمثاله فلم يقيموا حجة عقلية على هذا المطلوب ، وإنما اعتمدوا على تناقض [65] أقوال من نازعهم من الكرامية والفلاسفة وغيرهما .

                  وتناقض أقوال هذه الطوائف يدل على فساد قولها بمجموع الأمرين ، لا يدل على صحة أحدهما بعينه ، وحينئذ فإذا كان هناك قول ثالث يمكن القول به مع فساد أحدهما أو كليهما [66] لم يلزم صحة قول الكلابية وجميع الطوائف المختلفين المخالفين للكتاب والسنة ، وإنما عندهم إفساد بعضهم قول الآخرين وبيان تناقضه ، ليس عندهم قول صحيح يقال به .

                  ولهذا كانت الفائدة المستفادة من كلامهم نقض بعضهم كلام بعض فلا يعتقد شيء منها ، ثم إن عرف الحق الذي جاء به الرسول فهو الصواب الموافق لصريح المعقول ، وإلا استفيد من ذلك السلامة من [ ص: 265 ] تلك الاعتقادات الباطلة ، وإن لم يعرف الحق فالجهل البسيط خير من الجهل المركب ، وعدم اعتقاد الأقوال الباطلة خير من اعتقاد شيء منها ] [67] .

                  ( 2 وأما المعتزلة فتنفي 2 ) [68] قيام الحوادث به ؛ لأنها أعراض فلا تقوم به ، وهؤلاء يقولون : بل تقوم به الأعراض .

                  وعمدة المعتزلة أنه لو قامت به لكان جسما ; وهؤلاء التزموا أنه جسم . وعمدة هؤلاء في نفي كونه جسما أن الجسم لا يخلو من الحوادث . وهؤلاء قد نازعوهم في هذا وقالوا : بل يخلو [69] عن الحوادث ، وقالوا : إن البارئ جسم قديم ; كما تقولون أنتم : إنه [70] ذات قديمة ، وإنه فعل بعد أن لم يكن فاعلا ، [ وتجعلون مفعوله هو فعله ] [71] . لكن هؤلاء يقولون : له [72] فعل قائم به ومنفصل عنه ; وهؤلاء يقولون : [ له ] [73] مفعول منفصل عنه ، ولا يقوم به فعل .

                  وعمدة هؤلاء أنه في الأزل : إن كان ساكنا لم تجز عليه الحركة [74] ; لأن السكون معنى وجودي أزلي فلا يزول ، وإن كان متحركا لزم حوادث لا تتناهى ، وهؤلاء يقولون : بل كان ساكنا في الأزل ، ويقولون : إن [75] [ ص: 266 ] السكون عدم الحركة ، ( 1 أو عدم الحركة عما يمكن تحريكه 1 ) [76] ، أو عدمها [77] عما من شأنه أن يتحرك ، فلا يسلمون أن السكون أمر وجودي ، كما يقولون مثل ذلك [78] في العمى والصمم والجهل البسيط .

                  ( * والقول بأن هذه الأمور عدمية ليس هو قول من يقوله من الفلاسفة وحدهم ، كما يظنه بعض المصنفين في الكلام ، بل هو قول كثير من النظار المتكلمين أهل القبلة [ والصلاة ] [79] ، وتنازعهم في هذا كتنازعهم في نظائره ، مثل بقاء الأعراض وتماثل الأجسام وغير ذلك * ) [80] .

                  وإن قالوا : إنه وجودي ، فلا يسلمون أن [81] كل أزلي يزول ، بل يقولون في تبدل [82] السكون بالحركة ما يقوله مناظروهم في تبدل [83] الامتناع بالإمكان ، فإن الطائفتين اتفقتا على أن الفعل كان ممتنعا في الأزل فصار ممكنا ، فهكذا يقوله هؤلاء في السكون الوجودي إن [84] كان تبدله بالحركة في الأزل [85] ممتنعا وهو - فيما لا يزال - ممكن فتبدل [86] حيث أمكن التبدل [87] ، كما يقولون جميعا : إنه حدث [88] الفعل حيث كان الحدوث ممكنا .

                  [ ص: 267 ] فهذا بحث هؤلاء الإمامية والكرامية مع هؤلاء الإمامية ومن وافقهم من المعتزلة [ والكلابية ] [89] وأتباعهم [90] في هذه الأمور التي يعتمدون فيها على العقل [91] ، وقد أجابهم طائفة من المعتزلة والشيعة [92] ومن وافقهم بأن الدليل [ الدال ] [93] على حدوث العالم هو هذا الدليل الدال على حدوث الأجسام ، فإن لم يكن هذا صحيحا انسد طريق معرفة [94] حدوث العالم وإثبات الصانع [95] .

                  فقال [96] المخالف لهؤلاء : لا نسلم أن هذا هو الطريق إلى معرفة [97] حدوث العالم ولا إلى إثبات الصانع ، بل هذا طريق محدث في الإسلام ، لم يكن أحد من الصحابة ولا القرابة [98] ولا التابعين يسلك هذه الطريق [99] ، وإنما سلكها الجهم بن صفوان وأبو الهذيل العلاف ومن وافقهما ، ولو كان العلم بإثبات الصانع وحدوث العالم [100] لا يتم إلا بهذه الطريق لكان بيانها من الدين ، ولم يحصل الإيمان إلا بها .

                  ونحن نعلم بالاضطرار أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر هذه الطريق لأمته ، ولا دعاهم بها ولا إليها [101] ولا أحد من الصحابة . فالقول بأن [102] الإيمان موقوف عليها مما يعلم بطلانه بالضرورة من دين الإسلام ، [ ص: 268 ] وكل أحد يعلم أنها طريق محدثة لم يسلكها السلف ، والناس متنازعون في صحتها ، فكيف يقولون : إن العلم بالصانع والعلم بحدوث العالم موقوف عليها ؟

                  وقالوا : [103] [ بل هذه الطريقة تنافي العلم بإثبات الصانع ، وكونه خالقا للعالم آمرا بالشرائع ، مرسلا للرسل ، فالذين ابتدعوها من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم قالوا : إنها صحيحة في العقل ، وإن العلم بالنبوة وصحة دين الإسلام لا يتم إلا بها .

                  وقولهم : إن العلم بذلك لا يتم إلا بها ، مما أنكره عليهم جماهير الأمة من الأولين والآخرين ، لا سيما السلف والأئمة ، وكلامهم في تبديع أهل هذا الكلام وذمه وذم أهله ونسبتهم إلى الجهل وعدم العلم من الأمور المتواترة عن السلف .

                  وكذلك القول بصحتها من جهة العقل هو مما أنكره جمهور أئمة الأمة [104] ، لكن سلم ذلك طوائف من الكرامية والكلابية وغيرهم ، ونازعوهم في موجب هذه الطريق ، ونازعوهم أيضا في توقف صحة دين الإسلام عليها ، كما ذكر ذلك غير واحد ; مثل ما ذكره أبو الحسن الأشعري في " رسالته إلى أهل الثغر بباب الأبواب " [105] ، وذكره الخطابي [ ص: 269 ] وأبو عمر الطلمنكي الأندلسي [106] والقاضي أبو يعلى [107] وغير واحد .

                  وأما أئمة السنة وطوائف من أهل الكلام فبينوا أن هذه طريقة باطلة في العقل أيضا ، وأنها تنافي صحة دين الإسلام ، فضلا عن أن تكون شرطا في العلم به ، وأين اللازم لدين الإسلام من المنافي له ؟ !

                  وبينوا أن تقدير ذات لم تزل غير فاعلة ولا متكلمة بمشيئتها وقدرتها ، ثم حدوث ما يحدث من مفعولات - مثل كلام مؤلف منظوم وأعيان وغير ذلك - بدون سبب حادث ، مما يعلم بطلانه بصريح المعقول ، وهو مناقض لكونه سبحانه خلق السماوات والأرض ، ولكون القرآن كلام الله ، وغير ذلك مما أخبر به الرسل ، بل حقيقته أن الرب لم يفعل شيئا ولم يتكلم بشيء لامتناع ما ذكروه من أن يكون فعالا أو مقالا له ، كما قد بسط في غير هذا الموضع ، إذ المقصود هنا التنبيه على مجامع الطرق والمقالات .

                  قالت النفاة : فإذا كانت طرقنا في إثبات العلم بالصانع وحدوث السماوات والأرض وإثبات العلم بالنبوة طرقا باطلة ] [108] فما الطريق إلى ذلك ؟ [109]

                  قالوا : [ أولا ] : لا يجب [110] علينا في هذا المقام بيان ذلك ، بل المقصود [ ههنا ] [111] أن هذه طريق محدثة مبتدعة يعلم أنها ليست هي [ ص: 270 ] الطريق [112] التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فيمتنع أن تكون واجبة أو يكون العلم الواجب أو الإيمان [ بصدقه ] [113] موقوفا عليها .

                  وقالوا : [114] كل من العلم بالصانع وحدوث العالم له طرق كثيرة متعددة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية