حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني حمنة بن القاسم بن حمزة العلوي قال: حدثني إسحاق بن يعقوب البصري قال: كان لبني العباس مولى يقال له الوزير بن عبد ربه، وكان قد عمر حتى فقد ماله وولده فلم يبق له إلا ابن واحد يقال له إبراهيم، وكان إبراهيم الذي يغذوه ويرفق به، والشيخ شبيه بالواله، فرمي في جنازة ابنه إبراهيم، فأخذ الجيران في مصلحته، وإنه لجالس في ناحية بمنزله لا يحير شيئا، أكبر ظنهم أنه لا يفهم ما نزل به من فقد ابنه إبراهيم، حتى إذا أصلحوا شأنه، وحملوا سريره، خرج يدرج قدام الجنازة، فلما انتهوا به إلى شفير قبره ضرب يده إلى أكفانه ثم أنشأ يقول:
إني لأصبر من يمشي على قدم غداة أبقى وإبراهيم في الرجم يا من لعين أبان الله قرتها
ومن لسمع رماه الله بالصمم قالوا أطلت الأسى فاربع عليك وهل
بكيت حبي ما لم أبكه بدم بدلت من فرحي الماضي به ترحا
وعاد عهد أبي إسحاق كالحلم فالله موضع ما أشكو وغايته
وبالإله من الشيطان معتصمي قد ذاقه من به سميت فانهملت
عين النبي عليه سحة السجم فقال ما أنا فيك اليوم قائله
وبالإله سداد الفعل والكلم ما بر من قال يبري الوجد صاحبه
وقد بقيت ووجدي ليس بالأمم