المجلس الحادي والعشرون
حديث إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم
حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن خلف الجيلاني، قال: حدثنا أبي: قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن ذي حمام، عن علي بن الفضل الحنفي ويكنى أبا الفضل، عن زيد، عن عبد الله بن سعيد، عن قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة، . "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"
التعليق على الحديث
قال القاضي: هذا الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الكلام وألطفه، وأبلغ بيان وأشرفه، ولقد أرشد أمته إلى الحاضر المتيسر، والموجود الذي ليس بمستصعب ولا متعذر، وقد جاء عنه وعن السلف بعده في حسن الخلق، وبسط الوجه، وتوطئة الكنف،
[ ص: 158 ] وجميل المعاشرة، وكريم الصحبة، ما يطول ذكره ويتعب جمعه، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أيضا في ذم سوء الخلق ما يطول ذكره، وأمر هذين الخلقين في فضله وحسنه، ونقض الآخر وقبحه، بين عند خواص العاقلين وعوام المتميزين، من أن يحتاج إلى الإطناب فيه والإسهاب في الاستشهاد عليه، وفقنا الله وإياكم من الأخلاق لكل ما يحمد ويستحسن، وأعاذنا مما يذم ويستهجن، فلن ندرك خيرا إلا بفضله ومعونته، ولن ندرأ شرا إلا بحوله وقوته. "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وإن خير ما أوتي المرء بعد الإيمان بالله عز وجل خلق حسن"