الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أبيات تمثل بها ابن الزبير منصرفه يوم الجمل  

حدثنا عبد الباقي بن قانع، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن صالح بن شيخ، قال: حدثنا الرياشي، قال: حدثنا محمد بن الحكم الجبلي، قال: حدثنا محمد بن حلحلة القرشي، عن أبي ريحانة، قال: لما انصرف الزبير يوم الجمل تمثل:


أمرتهم أمري بمنعرج اللوى ولا أمر للمعصي إلا مضيعا     فقلت لكأس ألجميها فإنما
حللت الكثيب من زرود لأفزعا     كأن بليتها وبلدة نحرها
من النبل كراث الصريم المنزعا     إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت
حبال الهوينا بالفتى أن تقطعا

[ ص: 102 ] قال الرياشي: الليتان صفحتا العنق من الناقة، وهما تحت القرط من المرأة، قال القاضي: من الليت قول الشاعر:


وفرع يصير الجيد وحف كأنه     على الليت قنوان الكروم الدوالح

وقال آخر:


إذا هي قامت تقشعر شواتها     ويبرق بين الليت منها إلى الصقل

قال الرياشي في قوله وبلدة نحرها: البلدة من الإنسان اللبة، ومن البعير الكركرة، وكراث الصريم: نبت له ثلاثة عروق ينبت في الرمل فإذا أخرجه كان أسفله كأنه قذذ السهم، فشبه النبل بذاك، والصريم: الرمل، وأنشد الرياشي:


أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة     قليل بها الأصوات إلا بغامها

يقال لصوت البعير بغام، قال الشاعر:


حسبت بغام راحلتي عناقا     وما هي ويب غيرك بالعناق

التالي السابق


الخدمات العلمية