حدثنا إسماعيل بن يونس بن أبي اليسع أبو إسحاق السبيعي، قال: حدثنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: لما قال الزبيري للرشيد فيما أغراه بيحيى بن عبد الله بن حسن وعند الرشيد يحيى، فقال: إن هذا يخبرني عنك بأمور إن صحت وجب علي تأديبك وإن أتى التأديب على نفسك. قال يحيى: يا أمير المؤمنين! إنما الناس نحن وأنتم، فإن خرجنا عليكم فيما أكلتم وأجعتمونا، ولبستم وأعريتمونا، وركبتم وأرحلتمونا، فوجدنا بذلك مقالا فيكم ووجدتم بخروجنا عليكم مقالا فينا يتكافأ فيه القول، ويعود أمير المؤمنين فيه [ ص: 126 ] على أهله بالفضل، يا أمير المؤمنين! فلم تجرئ هذا وضرباءه على أهل بيتك؟ يسعى بهم عندك، والله ما يسعى بنا إليك نصيحة منه لك، وإنه ليأتينا فيسعى بك عندنا من غير نصيحة منه لنا، يريد أن يباعد بيننا ويشتفي من بعض ببعض، ووالله يا أمير المؤمنين إنه للخائن بن الخائن، يسقط بين اللحاء والقضيب، يريد أن يوهنهما جميعا حسدا وبغيا وغلا، ثم التفت إلى الزبيري متمثلا بقول الشاعر:
وقد يسود عصر السوء مثلكم وقد يعود رءوس الناس أذنابا
وقد قال بعض أهلك:أليس من إلقاء الزمان على استه وقوف
إذا ما رآهم كان همزا ولامزا لأعراضهم مينا وبغيا لحازم