أفلاطون للحث على التعلم ودرس من
وقد حكى لي بعض المفلسفين بأن فتى كان يحضر مجلس أفلاطون ويحبه ويعظمه، ويؤثر استماع كلامه، ولا يقرأ عليه شيئا، ولا يتعلم منه كما يتعلم غيره، وأن هذا الفتى قال لأفلاطون يوما: قد أحببت أيها الحكيم أن تحضر اليوم منزلي وتأكل من طعامي، وتكرمني بالمشاربة والمنادمة، فأجابه، فلما صار إلى منزله أكلا وأخذا في تناول - الشراب واستماع الملاهي، ثم إن أفلاطون بصق في وجهه - يعني الفتى - فارتاع لذلك، وقال: ما هذا أيها الحكيم؟ فقال: إنه عرض لي هذا الذي نفثته كما يعرض لسائر الناس فيلقونه في أهون الأماكن وأخسها، ورأيت منزلك وفرشك وآنيتك، فلم أر موضعا أخس من نفسك، فنبذت هذا الأذى فيه، فقال: قد وعظت أيها الحكيم فأبلغت، ونصحت فأحسنت، وأنا منذ الآن أسعى في تشريف نفسي بدراسة العلم وطلب الحكمة.
ثم صار من أشد حاضري مجلس أفلاطون حرصا على اكتساب الحكمة، وأحسنهم للعلم أخذا.