حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، أنبأنا أبو حاتم، أنبأنا قال: الأصمعي، صخر بن عمرو بن الشريد السلمي ورجل من بني أسد، فطعن الأسدي صخرا، فقيل لصخر: كيف طعنك؟ قال: كان رمحه أطول من رمحي بأنبوب، فمرض صخر منها فطال مرضه، فكانت أمه إذا سئلت عنه، قالت: نحن بخير ما رأينا سواده بيننا، وكانت امرأته [ ص: 240 ] إذا سئلت عنه، قالت: لا حي فيرجى، ولا ميت فيبكى، فقال صخر:
أرى أم صخر ما تمل عيادتي وملت سليمى مضجعي ومكاني إذا ما امرؤ سوى بأم حليلة
فلا عاش إلا في شقا وهوان لعمري لقد أيقظت لو كان نائما
وأسمعت لو كانت له أذنان بصيرا بوجه الحزم لو يستطيعه
وقد حيل بين العير والنزوان
قال القاضي، ويروى: أهم بأمر الحزم لو أستطيعه.
وقول أم صخر، ما رأينا سواده: أي: شخصه، قال الشاعر:
بين المخارم يرتقبن سوادي
أي: شخصي.