المتوكل لم يكن منحرفا عن أهل البيت
حدثني أبو النضر العقيلي ، قال: أخبرنا أبو الحسن بن راهويه الكاتب، قال: حكى علي بن الجهم عن المتوكل وقد بلغه أن رجلا أنكر على رجل ينتمي إلى التشيع قولا أغرق فيه من مدح أمير المؤمنين عليه السلام فغضب علي بن أبي طالب المتوكل ، وقال: الناسب هذا المدح إلى الغلو جاهل، وهو إلى التقصير أقرب، وهل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أئمة المسلمين أحق بكل ثناء حسن من علي؟ وأتى من هذا المعنى بما ذكر ابن راهويه أنه ذهب عنه حفظه.
قال القاضي : وكنت رويت في المجلس الخامس والثلاثين من مجالس كتابنا هذا عن خبرا نسب فيه أحمد بن الخصيب المتوكل إلى الانحراف عن أهل البيت عليهم السلام، فخطأت الخصيب في قوله هذا، ووعدت أن آتي فيما أستقبله من المجالس بما يشهد لما قلته، فعثرت على هذا الخبر فأوردته، ولعلي آتي بكثير مما روى معناه إذا وقعت عليه، فإن المتوكل أفضل من أن لا يعلم أن تعظيمه أهل البيت من أعظم مفاخره بعد تعظيمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو من آله دينا ونسبا، ولو كان المتوكل من عامة بني هاشم دون خلفائهم لكان حقيقا بتعظيمه للإمام العدل الهاشمي ابن الهاشميين أبي سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين عليهما السلام.
كان يأخذ بركابي ابن عباس الحسن والحسين
وقد حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي الغلابي ، قال: حدثنا ، قال: ابن عائشة
[ ص: 294 ]
حدثنا حسن بن حسين الفزاري ، قال: حدثنا قطري الخشاب ، عن مدرك بن عمارة ، قال: آخذا بركاب ابن عباس الحسن والحسين فقيل له: تأخذ بركابهم وأنت أسن منهما، فقال: إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوليس من سعادتي أن آخذ بركابهما، رأيت والمتوكل لمن أحق الناس بأن يتقبل ما فعله جده، وأولى من تأسى بما أتاه ولم يعده، وإنما كان انحرافه عمن نازعه خلافته، وسعى في تشعيث سلطانه، والقدح في ملكه، وكيف يظن ذو لب بالمتوكل الانحراف عن عشيرته وأسرته وفصيلته، ولحمته الذين شرف بهم، وورث المجد عنهم.