اللحن في أذنه أوقع
حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال : أخبرنا أبو معمر ، عن أبيه ، قال : الكوفة من بني هاشم ، وكان لحانا فاشترى دورا من جيرانه ليزيدها في داره ، فاجتمع إليه جيرانه فقالوا له : أصلحك الله ، هذا الشتاء قد هجم علينا فتمهلنا إن رأيت حتى يقبل الصيف ونتحول ، فقال : لسنا بخارجيكم . قال : ودعا يوما بابنه وبمؤدبه ، وهو على سطح فمر ثوران في الطريق ، فقال الغلام : ما أحسن هذان الثوران ! فلما نزلا من عنده قال المؤدب للغلام : ويحك ! أهلكتني ، فقال له الغلام : هذا حمار ، ولو قلت هذين الثورين ما وقع عنده موقعا وستنظر ما يكون ؟ فلم يلبث أن جاءته خمس مائة درهم وتخت ثياب ، فقال : كيف رأيت ؟ كان أمير على
تخريج قولهم ما أحسن هذان
قال القاضي : أما قول هذا اللحان الجاهل : لسنا بخارجيكم يريد بمخرجيكم ، فمن النوادر المضحكة الدالة على انحطاط منزلة المتكلم وركاكاته . وأما قول ابنه : ما أحسن هذان الثوران ، فليس بلحن ، وإن كان الفصيح المختار خلافه ، وقد رسمنا من القول في هذا ما يوضح عن علله ووجوهه فيما بيناه في وجه قراءة من قرأ : " إن هذان لساحران " ، ولا حاجة بنا في هذا الموضع إلى التشاغل به .