الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
اللحن في أذنه أوقع

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال : أخبرنا أبو معمر ، عن أبيه ، قال : كان أمير على الكوفة من بني هاشم ، وكان لحانا فاشترى دورا من جيرانه ليزيدها في داره ، فاجتمع إليه جيرانه فقالوا له : أصلحك الله ، هذا الشتاء قد هجم علينا فتمهلنا إن رأيت حتى يقبل الصيف ونتحول ، فقال : لسنا بخارجيكم . قال : ودعا يوما بابنه وبمؤدبه ، وهو على سطح فمر ثوران في الطريق ، فقال الغلام : ما أحسن هذان الثوران ! فلما نزلا من عنده قال المؤدب للغلام : ويحك ! أهلكتني ، فقال له الغلام : هذا حمار ، ولو قلت هذين الثورين ما وقع عنده موقعا وستنظر ما يكون ؟ فلم يلبث أن جاءته خمس مائة درهم وتخت ثياب ، فقال : كيف رأيت ؟  

تخريج قولهم ما أحسن هذان

قال القاضي : أما قول هذا اللحان الجاهل : لسنا بخارجيكم يريد بمخرجيكم ، فمن النوادر المضحكة الدالة على انحطاط منزلة المتكلم وركاكاته . وأما قول ابنه : ما أحسن هذان الثوران ، فليس بلحن ، وإن كان الفصيح المختار خلافه ، وقد رسمنا من القول في هذا ما يوضح عن علله ووجوهه فيما بيناه في وجه قراءة من قرأ : " إن هذان لساحران " ، ولا حاجة بنا في هذا الموضع إلى التشاغل به .

التالي السابق


الخدمات العلمية