الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المأمون وكلب الجنة

حدثنا عبد الباقي بن قانع ، حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثني بعض الهاشميين ، قال : خرج المأمون يوما من الرصافة يريد الشماسية فدنونا من ركابه فسلمنا عليه وقبلنا يده ، قال : وكان أمامي رجل من الطالبيين يلقب بكلب الجنة ، وكان طيبا ظريفا ، فلما دنا من المأمون قبل يده ، فقال له المأمون كالمسر إليه : كيف أنت يا كلب الجنة ؟ قال : أما الدنانير والدراهم والزينة فلعمرو بن مسعدة وأبي عباد ، وأما الطنز والتجمهر فلبني هاشم ، فرد المأمون كمه على فيه ، وقال : ويلك كف لا تفضحني ، قال : لا والله أوتضمن لي شيئا تعجله لي ، قال : العشية يأتيك رسولي ، فأتاه عمرو بن مسعدة بثلاثين ألف درهم .  

ويخرج بأسلحته لنصرة المأمون

وحدثنا عبد الباقي بن قانع ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثني هذا الهاشمي ، قال : ركب المأمون يوما إلى المطبق وبلغ القواد ركوبه فتبعوه ، قال : فكان كلب الجنة ممن ركب تلك العشية ، قال : فبصر به المأمون وفي يده خشبة من حطب الوقود ، وفي اليد الأخرى لحافه ، فقال : يا كلب الجنة ؟ قال : نعم كلب الجنة بلغه ركوبك فجاء لنصرتك ، والله ما وجدت سلاحا إلا هذه المشققة من حطب البقال ، ولا ترسا إلا لحافي هذا ، وعياش بن القاسم في بيته ألف ترس وألف درع وألف سيف قائم غير مكترث فوصله بثلاثين ألفا وجاء عياش يركض ، فشتمه المأمون وناله بمكروه .

[ ص: 382 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية