الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التدليس في الحديث  

قال القاضي أبو الفرج : والتدليس في الحديث كثير ، والمدلسون من أهله كثير ، وكذلك الإرسال وكان شعبة ينكر التدليس ، ويقول فيه ما يتجاوز الحد مع كثرة روايته عن المدلسين ، وشاهدت من كان مدلسا من أعلام أهل العلم المحدثين كالأعمش وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وهشيم بن بشير وغيرهم ، والمدلس من هؤلاء ليس بكذاب في روايته ، ولا مجروح في عدالته ، ولا مغموص في أمانته ، وأعلام الفقهاء يحتجون في الدين بنقله ، وكان الشافعي لا يرى ما يرويه المدلس حجة ، إلا أن يقول في روايته : حدثنا أو أخبرنا أو سمعت ، وقد وجدناه لشعبة مع سوء قوله في التدليس في عدة أحاديث رواها ، وجمعنا ذلك في موضع هو أولى به ، قال القاضي : وفي ظاهر هذه الحكاية عن شعبة أنه قد انتهك من حرمة هذا الرجل ما هو حمى محظور ، وإلى الله تصير الأمور ، وفي ما يصلح إثبات مثله في هذا الكتاب ، من الأخبار المدلسة وأحوال المدلسين ما يتسع ، فلعلنا نأتي منه بجملة فيما نستقبل إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية