حسد  إسحاق الموصلي  للأصمعي  
حدثنا أحمد بن العباس العسكري ،  قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد ،  قال حدثني أحمد بن علي بن أبي نعيم  قال : كان الرشيد  يحب الوحدة ، فكان إذا ركب حماره عادله الفضل بن الربيع ،  وكان  الأصمعي  يسير قريبا منه بحيث يحادثه ، وإسحاق الموصلي  على دابة يسير قريبا من الفضل . فأقبل  الأصمعي  لا يحدث الرشيد  شيئا إلا سر به وضحك منه ، فحسده إسحاق .  
وكان فيما حدثه  الأصمعي  قال : يا أمير المؤمنين مررت على رجل زانكي جالس على بابه قال : ويحك فما الزانكي؟ فوصفه له قال العسكري : هو الشارط قال : فقلت له : يا فتى أيسرك أنك أمير المؤمنين؟ قال : لا ، قلت : ولم؟ قال : لا يدعوني أذهب حيث شئت ، قال فقال الرشيد :  صدق والله ما يدعوننا نذهب حيث شئنا . قال : فاستضحك الرشيد   . قال فقال إسحاق  للفضل :  ما يقول كذب ، فقال الرشيد :  أي شيء قال؟ فأخبره فغضب فقال : والله إن كان ما يقول كذبا إنه لأظرف الناس ، وإن كان حقا إنه لأعلم الناس فمكث بينهما شر دهرا من الدهر ، فقال إسحاق :  
 [ ص: 443 ] أصيمع باهلي يستطيل  
				
						
						
