ما ومن
قال القاضي : قد ذهب قوم إلى أن والأصل الظاهر اختصاص من يعلم ومن يعقل بـ من وأن ما لما لا يعقل ولجنس ما يعقل ، وأن الذي لهما جميعا ، ومن أحكام ما أنها قد تكون هي وصلتها بمعنى المصدر ، وقد حكي عن بعض العرب : سبحان ما سبحت له ، يعنون الرعد ، فذهب به بعضهم إلى معنى من وكذلك قوله : ما تأتي بمعنى الذي ومن ، والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها وقال منكروه من محققي النحاة : هذا كله بمعنى المصدر والمعنى وبنائها وطحوها وتسويتها ، وقالوا : معنى وما ملكت أيمانكم وأيمانهم أي ملك أيمانكم وأيمانهم كقولك : أعجبني ما صنعت أي صنيعك . وقيل في قوله : وما خلق الذكر والأنثى أنه بمعنى : وخلقه الذكر والأنثى ، وقيل غير ذلك . ويقال : ما زيد؟ فيقال : إنسان فهذا صحيح في جنس ما يعقل .
والعجب من استخذاء عندما احتج عليه المؤتمن به وكيف لم يورد شيئا مما [ ص: 461 ] تعلق به الموافقون له في مذهبه ، وقد كانت رتبته تجل عن أن يذهب هذا المعنى عليه ، وأن ينفك عن نصرة قوله والقيام به ، ولكن ربما ارتبك النحرير والبليغ المزير عند شيء يفجؤه أو عارض يفدحه . الفراء