حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثنا محمد بن مرزبان، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الطائف، قال: حدثنا يوسف بن محمد الصيمري، قال: حدثنا محمد بن [ ص: 86 ] مسعدة الأخفش، قال: حدثنا أبو محظورة الوراق، قال: حدثنا أبو مالك الراوية قال: سمعت يقول: أبق غلامان لرجل من الفرزدق بني نهشل يقال له الخضر. فحدثني الخضر قال: خرجت أبغيهما وقصدت ناحية اليمامة على ناقة لي عيساء كوماء، قال: ابن الأنباري: العيساء: البيضاء، والكوماء: العظيمة السنام - فنشأت سحابة فرعدت وبرقت وحلت عزاليها، فملت إلى بعض ديار بني حنيفة وقصدت دارا وطلبت القرى، فقيل لي: ادخل فأنخت ناقتي ودخلت وجلست تحت ظلة من جريد - قال ابن الأنباري: الجريد ما جرد من النخل - وفي الدار جويرية سويداء فدخلت جارية كأنها سبيكة فضة، وكأن عينيها كوكبان، فقالت: لمن هذه الناقة؟ قالت السويداء: لضيفكم هذا، فسلمت علي وقالت: ممن الرجل؟ قلت: من بني حنظلة، قالت: من أيهم؟ قلت: من بني دارم، قالت: من أيهم؟ قلت من بني نهشل، قالت: وأنت من الذي يقول فيهم الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول بيتا بناه لنا المليك وما بنى
ملك السماء فإنه لا ينقل بيتا زرارة محتب بفنائه
ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
أخزى الذي سمك السماء مجاشعا وبنى بناءك بالحضيض الأسفل
بيتا يحمم قينكم بغنائه دنسا مقاعده خبيث المدخل
إذا رقد النيام فإن عمرا تؤرقه الهموم إلى الصباح
تقطع قلبه الذكرى وقلبي فما هو بالخلي ولا بصاح
سقى الله اليمامة دار قوم بها عمرو تحن إلى الرواح
سألت ولو علمت كففت عنه ومن لك بالجواب سوى الخبير
فإن تك سائلا عنه فعمرو مع القمر المضيء المستنير
تذكرني بلادا حل أهلي بها أهل المودة والكرامه
ألا فسقى الإله أجش صوب يسح بدره بلد اليمامه
وحي بالسلام أبا نجيد وأهل للتحية والسلامه
يخيل لي أيا عمرو بن كعب بأنك قد حملت على سرير
فإن يك هكذا يا عمرو إني مبكرة عليك إلى القبور