الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كيف يصف أبو بكر نفسه بالصديق  

فإن قال لنا قائل: ما وجه وصف أبي بكر نفسه في هذا الخبر بأنه الصديق، وكيف [ ص: 636 ] استجاز إطلاق هذا النعت على نفسه، وفيه تزكية وتعظيم لا يصف الألباء بها أنفسهم، وإن كانت ثابتة فيهم، وكان الناس يضيفونها إليهم ويثنون بها عليهم، قيل له: في هذا وجهان، أحدهما أن يكون الكاتب أثبته من قبل نفسه ولم يكن من أبي بكر رضوان الله عليه ذكر له، كما يمل الممل شيئا على غيره فيجري فيه ذكره فيصله الكاتب بتقريظه والدعاء له، والوجه الثاني أن يكون أبو بكر استجاز هذا لأنه قد اشتهر به واستفاض إلحاقه بتسميته، ألا ترى إلى قول الشاعر يعنيه:


سميت صديقا وكل مهاجر سواك يسمى باسمه غير منكر



وقوله في الخبر: " ما نمت فحلمت " فإنه يقال: حلم في نومه، كما قال الشاعر:


حلمت بكم في نومتي فغضبتم     ولا ذنب لي أن كنت في النوم أحلم



وحلم عن خصمه كما قال الآخر:


حلمت عن السفيه فظن أني     عييت عن الجواب وما عييت



وحلم الأديم إذا فسد، كما قال الآخر:


فإنك والكتاب إلى علي     كدابغة وقد حلم الأديم



التالي السابق


الخدمات العلمية