الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم  

                                                                                                                                                                                                                                      فالأماني على وجهين في المعنى، ووجهين في العربية، فأما في العربية فإن من العرب من يخفف الياء فيقول: "إلا أماني وإن هم" ومنهم من يشدد، وهو أجود الوجهين. وكذلك ما كان مثل أمنية، ومثل أضحية، وأغنية، ففي جمعه وجهان: التخفيف والتشديد، وإنما تشدد؛ لأنك تريد الأفاعيل، فتكون مشددة لاجتماع الياء من جمع الفعل والياء الأصلية. وإن خففت حذفت ياء الجمع فخففت الياء الأصلية، وهو كما يقال: القراقير والقراقر، (فمن قال الأماني بالتخفيف) فهو الذي يقول القراقر، ومن شدد الأماني فهو الذي يقول القراقير. والأمنية في المعنى التلاوة، كقول الله عز وجل: إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته أي: في تلاوته، والأماني أيضا أن يفتعل [ ص: 50 ] الرجل الأحاديث المفتعلة، قال بعض العرب لابن دأب وهو يحدث الناس: أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته؟ يريد افتعلته، وكانت أحاديث يسمعونها من كبرائهم ليست من كتاب الله، وهذا أبين الوجهين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية