[ ص: 262 ] فهذا ما ذكروه في كتابهم يحتجون بها على ما يعتقدونه من الأقانيم الثلاثة قائلين : إن تسمية الله أنه أب وابن وروح القدس أسماء لم نسمه نحن النصارى  بها من ذات أنفسنا ، بل الله سمى لاهوته بها . 
وقد تبين أنه ليس فيما ذكروه عن الأنبياء ما يدل لا نصا ولا ظاهرا على أن أحدا من الأنبياء سمى الله ، ولا شيئا من صفاته ابنا ولا روح قدس . 
وتبين أن تسميتهم لعلم الله وكلامه ابنا ، وتسميتهم لحياته روح القدس - أسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان ، وأنه ليس معهم على ما ادعوه من الأقانيم حجة أصلا ، لا سمعية ، ولا عقلية  ، وأنه ليس لقولهم بالتثليث وحصرهم لصفات الله في ثلاثة مستند شرعي . 
كما تبين أنه ليس له مستند عقلي ، وأن القوم ممن قيل فيهم : 
وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير   . 
وممن قيل فيهم : 
أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا   . 
				
						
						
