[ ص: 299 ] وقولهم : فالإله واحد ، خالق واحد ، رب واحد .
هو حق في نفسه ، لكن قد نقضوه بقولهم في : ( نؤمن برب واحد ، عقيدة إيمانهم يسوع المسيح ابن الله الوحيد ، إله حق من إله حق ، من جوهر أبيه ، مساو الأب في الجوهر ) فأثبتوا هنا إلهين ، ثم أثبتوا روح القدس إلها ثالثا ، وقالوا إنه مسجود له ، فصاروا يثبتون ثلاثة آلهة ، ويقولون : إنما نثبت إلها واحدا ، وهو تناقض ظاهر ، وجمع بين النقيضين ، بين الإثبات والنفي .
ولهذا قال طائفة من العقلاء : إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى ، وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا ، بل تكلموا بجهل ، وجمعوا في كلامهم بين النقيضين ، ولهذا قال بعضهم : لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولا ، وقال آخر : النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم لقال الرجل قولا ، وامرأته قولا آخر ، وابنه قولا ثالثا . لو سألت بعض