[ ص: 164 ] ثم النصارى ، واليهود وعباد الأصنام ، ولم يكن في زمانه غير هؤلاء الثلاث أمم . قالوا : مع الأمر له في فاتحة الكتاب أن يسأل الهداية إلى الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، فإنه عنى بقوله : المنعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين الثلاث أمم الذين كانوا في عصره ، وهم :
فالمنعم عليهم نحن النصارى والمغضوب عليهم فلا - يشك أنهم - اليهود ، الذين غضب الله عليهم في كتب التوراة والأنبياء وهذا الكتاب ، والضالين فهم عباد الأصنام الذين ضلوا عن الله ، فهذا أمر واضح بين ظاهر عند كل أحد ، ولا سيما عند ذوي العقول والمعرفة والصراط : هو المذهب ، أي الطريق ، وهذه اللفظة رومية ، لأن الطريق بالرومية اسطراطا .
والجواب :
أما قولهم : المنعم عليهم نحن النصارى ، فمن العجائب التي تدل على فرط جهل صاحبها ، وأعجب من ذلك قولهم إن هذا شيء بين [ ص: 165 ] واضح عند كل أحد ، لا سيما عند ذوي العقل والمعرفة ، فيا سبحان الله !
ألم يعرف العام والخاص علما ضروريا لا تمكن المنازعة فيه من دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ودين أمته الذي تلقوه عنه من النصارى وتجهيلهم وتضليلهم واستحلال جهادهم وسبي حريمهم وأخذ أموالهم ، ما يناقض كل المناقضة أن يكون تكفير محمد وأمته في كل صلاة يقولون : اللهم اهدنا صراط النصارى .
وهل ينسب محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأمته إلى أنهم في كل صلاة يطلبون من الله أن يهديهم صراط النصارى إلا من هو من أكذب الكذابين وأعظم الخلق افتراء ووقاحة وجهلا وضلالا ؟
ولو كانوا يسألون الله هداية طريق النصارى ، لدخلوا في دين النصارى ، ولم يكفروهم ويقاتلوهم ، ويضعوا عليهم الجزية التي يؤدونها عن يد وهم صاغرون ، ولم يشهدوا عليهم بأنهم من أهل النار ، وأمته أخذوا ذلك جميعه عنه منقولا عنه بالنقل المتواتر بإجماعهم ، لم يبتدعوا ذلك ، كما ابتدعت النصارى من العقائد والشرائع ما لم يأذن به الله ، فلا يلام المسلمون في اتباعهم لرسول الله الذي جاء بالبينات والهدى .
ومحمد - صلى الله عليه وسلم - إن كان رسولا صادقا ، فقد كفر [ ص: 166 ] النصارى ، وأمر بجهادهم ، وتبرأ منهم ومن دينهم ، وإن كان كاذبا لم يقبل شيء مما نقله عن الله عز وجل .
وقد تقدم غير مرة قوله - تعالى - :
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة .
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .
وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ( 30 ) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون .
فمن يقول عن النصارى مثل هذه الأقوال هل يأمر أمته في كل صلاة أن يقولوا : اهدنا طريقهم ؟
ثم يقال : أي شيء في الآية مما يدل على أن قوله : صراط الذين أنعمت عليهم ، هم النصارى .
وإنما المنعم عليهم هم الذين ذكرهم الله في قوله - تعالى - :
ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
[ ص: 167 ] فهؤلاء هم الذين أمر الله عباده أن يسألوا هداية صراطهم .
وأما النصارى الذين كانوا على دين المسيح قبل النسخ والتبديل فهم من المنعم عليهم ، كما أن اليهود الذين كانوا على دين موسى قبل النسخ والتبديل كانوا من المنعم عليهم .
وأما النصارى بعد النسخ والتبديل فهم من الضالين ، لا من المنعم عليهم عند الله ورسوله ، كما قال - تعالى - :
قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل .
وقال - تعالى - :
أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين .
وعباد الأصنام من الضالين المغضوب عليهم ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون رواه الإمام [ ص: 168 ] - أحمد عن والترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال عدي بن حاتم : هذا حديث صحيح . الترمذي
وسبب ذلك أن اليهود يعرفون الحق ولا يعملون به ، والنصارى يعبدون بلا علم ، وقد وصف الله اليهود بأعمال ، والنصارى بأعمال ، فوصف اليهود بالكبر والبخل والجبن والقسوة وكتمان العلم وسلوك سبيل الغي وهو سبيل الشهوات والعدوان .
وذكر عن النصارى الغلو والبدع في العبادات والشرك والضلال واستحلال محارم الله ، فقال - تعالى - :
[ ص: 169 ] ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( 171 ) لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ( 172 ) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا .
وقال - تعالى - :
ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها .
أي لكن كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله ، لم نكتب عليهم الرهبانية ، بل هم ابتدعوها ومع ابتداعهم إياها فما رعوها حق رعايتها ، وكل بدعة ضلالة فهم مذمومون على ابتداع الرهبانية وعلى أنهم لم يرعوها حق رعايتها .
[ ص: 170 ] وأما ما كتب عليهم من ابتغاء رضوان الله فيحصل بفعل ما شرعه الله لهم من واجب ومستحب ، فإن ذلك هو الذي يرضاه ، ومن فعل ما يرضاه الله فقد فعل ما كتب عليه ، ويحصل رضوان الله أيضا بمجرد فعل الواجبات ، وهذا هو الذي كتب على العباد ، فإذا لم يكتب عليهم إلا ابتغاء رضوان الله كان ابتغاء رضوانه واجبا ، فما ليس بواجب لا يشترط في حصول ما كتب عليهم .
ولهذا ضعف وغيره الحديث المروي : أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله ، فإن من صلى في آخر الوقت كما أمر فقد فعل الواجب ، وبذلك يرضى الله عنه وإن كان فعل المستحبات والمسابقة إلى الطاعات أبلغ في إرضاء الله ، ويحصل له بذلك من رضوان الله ومحبته ما لا يحصل بمجرد الواجبات . أحمد بن حنبل
[ ص: 171 ] كما قال موسى - عليه السلام - .
وعجلت إليك رب لترضى .
وفي الحديث الصحيح الذي رواه وغيره عن البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : أبي هريرة ، ولا بد له منه فقوله حتى أحبه يريد المحبة المطلقة الكاملة . يقول الله - تعالى - : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع ، وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي فلئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي [ ص: 172 ] المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته
وأما : فهي حاصلة بفعل الواجبات ، فإن الله يحب المتقين والمقسطين ، ومن أدى الواجبات فهو من المتقين المقسطين . أصل المحبة
وقال - تعالى - فيهم :
وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ( 30 ) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون .
وقال - تعالى - :
قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل .
وهو - سبحانه - خاطب النصارى بهذا لأن النصارى يعتمدون في دينهم على ما يقوله كبراؤهم الذين وضعوا لهم القوانين والنواميس [ ص: 173 ] ويسوغون لأكابرهم الذين صاروا عندهم عظماء في الدين أن يضعوا لهم شريعة وينسخوا بعض ما كانوا عليه قبل ذلك ، لا يردون ما يتنازعون فيه من دينهم إلى الله ورسله ، بحيث لا يمكنون أحدا من الخروج عن كتب الله المنزلة كالتوراة والإنجيل وعن اتباع ما جاء به المسيح ، ومن قبله من الأنبياء - عليهم السلام - .
ولهذا قال - تعالى - :
قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم .
بل ما وضعه لهم أكابرهم من القوانين الدينية والنواميس الشرعية بعضها ينقلونه عن الأنبياء ، وبعضها عن الحواريين ، وكثير من ذلك ليس منقولا ، لا عن الأنبياء ، ولا عن الحواريين ، بل من وضع أكابرهم وابتداعهم .
كما ابتدعوا لهم الأمانة التي هي أصل عقيدتهم ، وابتدعوا لهم الصلاة إلى الشرق ، وابتدعوا لهم تحليل لحم الخنزير ، وسائر [ ص: 174 ] المحرمات ، وابتدعوا لهم الصوم وقت الربيع ، وجعلوه خمسين يوما ، وابتدعوا لهم أعيادهم ، كعيد الصليب ، وغيره من الأعياد .
وكذلك لما سمعه يقرأ هذه الآية : لعدي بن حاتم
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .
فقال : لم يعبدوهم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم ، وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم ، فكانت تلك عبادتهم ولهذا قال - تعالى - : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل .
فإنهم يتبعون أهواء أكابرهم الذين مضوا من قبلهم ، وأولئك ضلوا من قبل هؤلاء وأضلوا أتباعهم ، وهم كثيرون ، وضلوا عن سواء السبيل ، وهو وسط السبيل ، وهو الصراط المستقيم ، فإن كانوا هم وأتباعهم ضالين عن الصراط المستقيم ، فكيف يجوز أن يأمر الله عباده أن [ ص: 175 ] يسألوه أن يهديهم الصراط المستقيم ، ويعني به صراط هؤلاء الضالين المضلين عن سواء السبيل ، وهو الصراط المستقيم .
وقد قال - سبحانه - : ولا تتبعوا أهواء هؤلاء لأن أصل ابتداعهم هذه البدعة من أنفسهم مع ظن كاذب ، فكانوا ممن قيل فيهم :
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى .
وممن قيل فيه .
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله .
وسبب ذلك أن المسيح - صلى الله عليه وسلم - لما رفع إلى السماء وعاداه اليهود ، وعادوا أتباعه عداوة شديدة ، وبالغوا في أذاهم وإذلالهم وطلب قتلهم ونفيهم ، صار في قلوبهم من بغض اليهود ، وطلب الانتقام منهم ما لا يوصف ، فلما صار لهم دولة وملك مثل ما صار لهم في دولة قسطنطين ، صاروا يريدون مقابلة اليهود .
كما جرت العادة في مثل ذلك بين الطوائف المتقابلة المتنازعين في الملك ، والمتنازعين في البدع كالخوارج ، والروافض ، [ ص: 176 ] والجبرية مع القدرية والمعطلة مع الممثلة ، وكالدولتين المتنازعتين على الملك والأهواء بمنزلة قيس ويمن ، وأمثال ذلك .
إذا ظهرت طائفة على الأخرى بعدما آذتها الأخرى وانتقمت منها تريد أن تأخذ بثأرها ، ولا تقف عند حد العدل ، بل تعتدي على تلك كما اعتدت تلك عليها .
فصار النصارى يريدون مناقضة اليهود فأحلوا ما يحرمه اليهود كالخنزير وغيره ، وصاروا يمتحنون من دخل في دينهم بأكل الخنزير ، فإن أكله وإلا لم يجعلوه نصرانيا .
[ ص: 177 ] وتركوا الختان ، وقالوا : إن المعمودية عوض عنه ، وصلوا إلى قبلة غير قبلة اليهود .
وكان المسيح - عليه السلام - وزعموا أنه ولد زنا ، وأنه كذاب ساحر . اليهود قد أسرفوا في ذم
فغلوا هؤلاء في تعظيم المسيح ، وقالوا : إنه الله وابن الله ، وأمثال [ ص: 178 ] ذلك ، وصار من يطلب أن يقول فيه القول العدل مثل كثير من علمائهم وعبادهم ، يجمعون له مجمعا ويلعنونه فيه على وجه التعصب ، واتباع الهوى ، والغلو فيمن يعظمونه ، كما يجري مثل ذلك لأهل الأهواء ، كالفلاة في بعض المشايخ ، وبعض أهل البيت ، وبعض العلماء وبعض الملوك ، وبعض القبائل وبعض المذاهب ، وبعض الطرائق ، فإنما كان مصدر ضلالهم أهواء نفوسهم ، قال - تعالى - للنصارى الذين كانوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بعدهم :
قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل .
وأما قولهم إن الصراط هو المذهب أي الطريق ، وهذه لفظة رومية لأن الطريق بالرومية اسطراطا .
فيقال لهم : : هو الطريق يقال هو الطريق الواضح ويقال هو الطريق المحدود بجانبين الذي لا يخرج عنه ، ومنه الصراط المنصوب على جهنم ، وهو الجسر الذي يعبر عليه المؤمنون إلى الجنة ، وإذا عبر عليه الكفار سقطوا في جهنم ، ويقال فيه : معنى الاستواء والاعتدال الذي يوجب سرعة العبور عليه ، وفيه ثلاث لغات ، هي ثلاث قراءات : الصراط ، والسراط ، والزراط ، وهي لغة [ ص: 179 ] عربية عرباء ليست من المعرب ، ولا مأخوذة من لغة الصراط في لغة العرب الروم كما زعموا .
ويقال أصله من قولهم : سرطت الشيء أسرطه سرطا ، إذا ابتلعته واسترطته ابتلعته ، فإن المبتلع يجري بسرعة في مجرى محدود .
ومن أمثال العرب : لا تكن حلوا فتسترط ، ولا مرا فتعفى ، من قولهم : أعفيت الشيء ، إذا أزلته من فيك لمرارته ، ويقال فلان يسترط ما يأخذ من الدين .
وحكى يعقوب بن السكيت : الأخذ سريط ، والقضاء ضريط ، والسرطاط : الفالوذج ، لأنه يسترط استراطا ، وسيف سراطي ، أي قاطع فإنه ماض سريع المذهب في مضربه .
فالصراط : هو الطريق المحدود المعتدل الذي يصل سالكه إلى مطلبه بسرعة ، وقد ذكر الله لفظ الصراط في كتابه في غير موضع ، ولم يسم الله سبيل الشيطان سراطا ، بل سماها سبلا ، وخص طريقه باسم الصراط ، كقوله - تعالى - :
[ ص: 180 ] وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .
وفي السنن عن قال : عبد الله بن مسعود ثم قرأ : هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه من أجابه قذفه في النار
وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله . خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا ، وخط خطوطا عن يمينه وشماله ، ثم قال :
فسمى - سبحانه - طريقه صراطا ، وسمى تلك سبلا ، ولم يسمها صراطا كما سماها سبيلا ، وطريقه يسميه سبيلا كما يسميه صراطا .
وقال - تعالى - : عن موسى وهارون :
[ ص: 181 ] وآتيناهما الكتاب المستبين ( 117 ) وهديناهما الصراط المستقيم .
وقال - تعالى - :
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ( 1 ) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ( 2 ) وينصرك الله نصرا عزيزا .
وهذه الهداية الخاصة التي أعطاه إياها بعد فتح الحديبية أخص مما تقدم فإن السالك إلى الله لا يزال يتقرب إليه بشيء بعد شيء ، ويزيده الله هدى بعد هدى ، وأقوم الطريق وأكملها الطريق التي بعث الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال - تعالى - :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم .