قوله تعالى : ذلك ومن يعظم حرمات الله يعني به والله أعلم تعظيما لله عز وجل واستعظاما لمواقعة ما نهى الله عنه في إحرامه صيانة لحجه وإحرامه ، فهو خير له عند ربه من ترك استعظامه والتهاون به . اجتناب ما حرم الله عليه في وقت الإحرام
قوله تعالى : [ ص: 77 ] وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم قيل فيه وجهان :
أحدهما : إلا ما يتلى عليكم في كتاب الله من الميتة والدم ولحم الخنزير والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما ذبح على النصب .
والثاني : وأحلت لكم بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم في حال إحرامكم إلا ما يتلى عليكم من الصيد فإنه يحرم على المحرم .
قوله تعالى : فاجتنبوا الرجس من الأوثان يعني : اجتنبوا تعظيم الأوثان فلا تعظموها واجتنبوا الذبائح لها على ما كان يفعله المشركون ، وسماها رجسا استقذارا لها واستخفافا بها ، وإنما أمرهم باستقذارها ؛ لأن المشركين كانوا ينحرون عليها هداياهم ويصبون عليها الدماء وكانوا مع هذه النجاسات يعظمونها ، فنهى الله المسلمين عن تعظيمها وعبادتها وسماها رجسا لقذارتها ونجاستها من الوجوه التي ذكرنا ، ويحتمل أن يكون سماها رجسا للزوم اجتنابها كاجتناب الأقذار والأنجاس .