والدليل على أن قوله تعالى : الحمد لله رب العالمين مع أنه تعليم لنا الحمد ، هو أمر لنا به ، قوله : إياك نعبد وإياك نستعين فاعلم أن الأمر بقول الحمد مضمر في ابتداء السورة ، وهو مع ما ذكرنا رقية وعوذة وشفاء ، لما حدثنا به ، قال : حدثنا عبد الباقي ، قال : حدثنا معاذ بن المثنى سعيد بن المعلى ، قال : حدثنا عن أبو معاوية عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة أبي سعيد ، قال : كنا في سرية فمررنا بحي من العرب فقالوا : سيد لنا لدغته العقرب ، فهل فيكم راق ؟ قال : قلت : أنا ، ولم أفعل حتى جعلوا لنا جعلا ، جعلوا لنا شاة قال : فقرأت عليه فاتحة الكتاب سبع مرات ، فبرأ ؛ فأخذت الشاة ، ثم قلت : حتى نأتي النبي عليه السلام فأتيناه فأخبرناه ، فقال : . علمت أنها رقية حق اضربوا لي معكم بسهم
ولهذه السورة أسماء منها أم الكتاب ؛ لأنها ابتداؤه قال الشاعر :
الأرض معقلنا وكانت أمنا
فسمى الأرض أما لنا ؛ لأنه منها ابتدأنا الله تعالى ، وهي أم القرآن ، وإحدى العبارتين تغني عن الأخرى ؛ لأنه إذا قيل : أم الكتاب فقد علم أن المراد كتاب الله تعالى الذي هو القرآن ؛ فقيل تارة أم القرآن وتارة أم الكتاب ، وقد رويت العبارة باللفظين جميعا عن النبي عليه السلام وكذلك فاتحة الكتاب وهي السبع [ ص: 28 ] المثاني ، قال : سألت سعيد بن جبير عن السبع المثاني ، فقال : السبع المثاني هي أم القرآن وإنما أراد بالسبع أنها سبع آيات ، ومعنى المثاني أنها تثنى في كل ركعة ، وذلك من سننها ، وليس من سنة القرآن إعادته في كل ركعة . ابن عباس