وروى عن قتادة مثله . وقال عكرمة في قوله تعالى : قتادة فأن لله خمسه قال : { يقسم الخمس على خمسة أسهم : لله وللرسول خمس ، ولقرابة النبي صلى الله عليه وسلم خمس ، ولليتامى خمس ، وللمساكين خمس ، ولابن السبيل خمس } . وقال عطاء خمس الله وخمس الرسول واحد ، قال والشعبي : هو مفتاح الكلام . الشعبي
وروى عن سفيان قال : سألت قيس بن مسلم الحسن بن محمد بن الحنفية عن قوله عز وجل : فأن لله خمسه قال : { هذا مفتاح كلام ، ليس لله نصيب ، لله الدنيا والآخرة } . وقال يحيى بن الجزار : فأن لله خمسه قال : { لله كل شيء وإنما النبي صلى الله عليه وسلم خمس الخمس } .
وروى عن أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : أبي العالية للكعبة وهو سهم بيت الله ؛ ثم يقسم ما بقي على خمسة ، فيكون للنبي صلى الله عليه وسلم سهم ولذوي القربى سهم ولليتامى سهم وللمساكين سهم ولابن السبيل سهم ، والذي جعله للكعبة هو السهم الذي لله تعالى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالغنيمة فيضرب بيده فما وقع فيها من شيء جعله
وروى عن أبو يوسف أشعث بن سوار عن عن ابن الزبير قال : جابر كان يحمل الخمس في سبيل الله تعالى ويعطي منه نائبة القوم ، فلما كثر المال جعله في غير ذلك .
وروى عن أبو يوسف عن الكلبي أبي صالح عن : { أن الخمس الذي كان يقسم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمسة أسهم : لله وللرسول سهم ، ولذوي القربى سهم ، ولليتامى سهم ، وللمساكين سهم ، ولابن السبيل سهم ، ثم قسم ابن عباس أبو بكر وعمر وعثمان على ثلاثة أسهم : [ ص: 244 ] لليتامى والمساكين وابن السبيل } . قال وعلي : فاختلف أبو بكر السلف في قسمة الخمس على هذه الوجوه ، قال في رواية ابن عباس علي بن أبي طلحة : إن القسمة كانت على أربعة سهم الله وسهم الرسول وسهم ذي القربى كان واحدا ، وإنه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من الخمس شيئا .
وقال آخرون : قوله لله افتتاح كلام وهو مقسوم على خمسة ، وهو قول عطاء والشعبي . وقال وقتادة : كان مقسوما على ستة أسهم لله سهم يجعل أبو العالية للكعبة ولكل واحد من المسمين في الآية سهم . وأخبر في حديث ابن عباس أن الخلفاء الأربعة قسموه على ثلاثة . وقال الكلبي : كان يحمل من الخمس في سبيل الله ويعطي منه نائبة القوم ثم جعل في غير ذلك . وقال جابر بن عبد الله محمد بن مسلمة وهو من المتأخرين من أهل المدينة : جعل الله الرأي في الخمس إلى نبيه صلى الله عليه وسلم كما كانت الأنفال له قبل نزول آية قسمة الغنيمة ، فنسخت الأنفال في الأربعة الأخماس وترك الخمس على ما كان عليه موكولا إلى رأي النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما قال : ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ثم قال : وما آتاكم الرسول فخذوه فذكر هذه الوجوه ثم قال : وما آتاكم الرسول فخذوه فبين في آخره أنه موكول إلى رأي النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك الخمس قال فيه إنه لله وللرسول يعني قسمته موكولة إليه ، ثم بين الوجوه التي يقسم عليها على ما يرى ويختار . ويدل على ذلك حديث عن عبد الواحد بن زياد الحجاج بن أرطاة قال : حدثنا عن أبو الزبير أنه سئل : جابر . كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع بالخمس ؟ قال : كان يحمل منه في سبيل الله الرجل ثم الرجل ثم الرجل
والمعنى في ذلك أنه كان يعطي منه المستحقين ولم يكن يقسمه أخماسا وأما قول من قال : { إن القسمة كانت في الأصل على ستة وإن سهم الله كان مصروفا إلى الكعبة } فلا معنى له ؛ لأنه لو كان ذلك ثابتا لورد النقل به متواترا ولكانت الخلفاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس باستعمال ذلك ، فلما لم يثبت ذلك عنهم علم أنه غير ثابت . وأيضا فإن الكعبة ليس بأولى بأن يكون منسوبا إلى الله تعالى من سائر السهام المذكورة في الآية إذ كلها مصروف في وجوه القرب إلى الله عز وجل ، فدل ذلك على أن قوله : سهم فأن لله خمسه غير مخصوص بسهم الكعبة ، فلما بطل ذلك لم يخل المراد بذلك من أحد وجهين : إما أن يكون مفتاحا للكلام على ما حكيناه عن جماعة من السلف وعلى وجه تعليمنا التبرك بذكر الله وافتتاح الأمور باسمه ، أو أن [ ص: 245 ] يكون معناه أن الخمس مصروف في وجوه القرب إلى الله تعالى ؛ ثم بين تلك الوجوه فقال : وللرسول ولذي القربى الآية ، فأجمل بديا حكم الخمس ثم فسر الوجوه التي أجملها .
فإن قيل : لو أراد ما قلت لقال : فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ولم يكن يدخل الواو بين اسم الله تعالى واسم رسول الله .
قيل له : لا يجب ذلك ، من قبل أنه جائز في اللغة إدخال الواو والمراد إلغاؤها كما قال تعالى : ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء والواو ملغاة والفرقان ضياء ، وقال تعالى : فلما أسلما وتله للجبين معناه : لما أسلما تله للجبين ؛ لأن قوله : فلما أسلما يقتضي جوابا وجوابه تله للجبين ؛ وكما قال الشاعر :
بل شيء يوافق بعض شيء وأحيانا وباطله كثير
ومعناه : يوافق بعض شيء أحيانا ، والواو ملغاة ؛ وكما قال الآخر :فإن رشيدا وابن مروان لم يكن ليفعل حتى يصدر الأمر مصدرا
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
وروى أبو حمزة عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ابن عباس لوفد عبد القيس : آمركم بأربع شهادة أن لا إله إلا الله وتقيموا الصلاة وتعطوا سهم الله من الغنائم والصفي . قال