[ ص: 457 ] ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ( 56 ) )
قال : قال البخاري أبو العالية : صلاة الله : ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة : الدعاء . وقال ابن عباس : يصلون : يبركون . هكذا علقه عنهما . البخاري
وقد رواه أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية كذلك . وروي مثله عن الربيع أيضا . وروى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس كما قاله سواء ، رواهما ابن أبي حاتم .
وقال أبو عيسى الترمذي : وروي عن وغير واحد من أهل العلم قالوا : صلاة الرب : الرحمة ، وصلاة الملائكة : الاستغفار . سفيان الثوري
ثم قال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو الأودي ، حدثنا ، عن وكيع الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، قال الأعمش عن عطاء بن أبي رباح ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) قال : صلاته تبارك وتعالى : سبوح قدوس ، سبقت رحمتي غضبي .
والمقصود من هذه الآية : أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه . ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا .
وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر - يعني : ابن المغيرة - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام : هل يصلي ربك ؟ فناداه ربه : يا موسى ، سألوك : " هل يصلي ربك ؟ " فقل : نعم ، إنما أصلي أنا وملائكتي على أنبيائي ورسلي . فأنزل الله عز وجل ، على نبيه صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .
وقد أخبر أنه سبحانه وتعالى ، يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) [ الأحزاب : 41 - 43 ] . وقال تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [ البقرة : 155 - 157 ] . وفي الحديث : . وفي [ ص: 458 ] الحديث الآخر : " " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة اللهم ، صل على آل أبي أوفى " جابر - وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها . - " صلى الله عليك ، وعلى زوجك
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصلاة عليه ، ، ونحن نذكر منها إن شاء الله تعالى ما تيسر ، والله المستعان . وكيفية الصلاة عليه
قال - عند تفسير هذه الآية - : حدثنا البخاري سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، عن مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، قال : قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ فقال : " قولوا : اللهم ، صل على كعب بن عجرة محمد ، وعلى آل محمد ، [ كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد ] كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . عن
وقال : حدثنا الإمام أحمد محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، الحكم قال : سمعت قال : لقيني ابن أبي ليلى فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا - أو : عرفنا - كيف السلام عليك ، فكيف الصلاة ؟ قال : " قولوا : اللهم ، صل على كعب بن عجرة محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على [ آل ] إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . عن
وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة في كتبهم ، من طرق متعددة ، عن الحكم - وهو ابن عتبة زاد : البخاري وعبد الله بن عيسى ، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا هشيم بن بشير ، عن ، حدثنا يزيد بن أبي زياد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : لما نزلت : ( كعب بن عجرة إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) . قال : قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما [ ص: 459 ] باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . إنك حميد مجيد " . وكان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول : وعلينا معهم .
ورواه الترمذي بهذه الزيادة .
ومعنى قولهم : " أما السلام عليك فقد عرفناه " : هو الذي في التشهد الذي كان يعلمهم إياه ، كما كان يعلمهم السورة من القرآن ، وفيه : . " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته "
حديث آخر : قال : حدثنا البخاري عبد الله بن يوسف ، حدثنا الليث ، عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، ، رضي الله عنه ، قال : قلنا : يا رسول الله ، هذا السلام فكيف نصلي عليك : قال : " قولوا : اللهم صل على أبي سعيد الخدري محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على آل إبراهيم . وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم " . [ وفي رواية ] : قال عن أبو صالح ، عن الليث : محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم " . " على
حدثنا إبراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبي حازم عن يزيد - يعني ابن الهاد - قال : " والدراوردي ، إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " . كما صليت على
وأخرجه النسائي ، من حديث وابن ماجه ابن الهاد ، به .
حديث آخر : قال : قرأت الإمام أحمد على عبد الرحمن : مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عمرو بن سليم أنه قال : أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم " صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على [ آل ] إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . عن
وقد أخرجه بقية الجماعة ، سوى الترمذي ، من حديث مالك ، به .
حديث آخر : قال مسلم : حدثنا يحيى التميمي قال : قرأت على مالك ، عن ، أخبرني نعيم بن عبد الله المجمر محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري - قال : وعبد الله بن زيد هو الذي كان أري النداء بالصلاة - أخبره - قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس أبي مسعود الأنصاري سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك [ يا رسول الله ] ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم " . عن
وقد رواه أبو داود ، والترمذي ، من حديث والنسائي مالك ، به . وقال الترمذي : حسن [ ص: 460 ] صحيح .
وروى ، الإمام أحمد وأبو داود ، والنسائي ، وابن خزيمة ، ، وابن حبان في مستدركه ، من حديث والحاكم محمد بن إسحاق ، عن ، عن محمد بن إبراهيم التيمي محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، أنهم قالوا : يا رسول الله ، أما السلام فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا ؟ فقال : " قولوا : اللهم ، صل على أبي مسعود البدري محمد وعلى آل محمد . . . " وذكره . عن
ورواه رحمه الله في مسنده ، عن الشافعي ، بمثله . ومن هاهنا ذهب أبي هريرة رحمه الله إلى أنه يجب على المصلي أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير ، فإن تركه لم تصح صلاته . وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يشنع على الشافعي الإمام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ، ويزعم أنه قد تفرد بذلك ، وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفر الطبري والطحاوي وغيرهم ، فيما نقله والخطابي القاضي عياض . وقد تعسف القائل في رده على وتكلف في دعواه الإجماع في ذلك ، [ وقال ما لم يحط به علما ] ، فإنه قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كما هو ظاهر الآية ، ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة ، منهم : الشافعي ، ابن مسعود ، ، وأبو مسعود البدري ، ومن التابعين : وجابر بن عبد الله الشعبي ، ، وأبو جعفر الباقر . وإليه ذهب ومقاتل بن حيان لا خلاف عنه في ذلك ولا بين أصحابه أيضا ، وإليه ذهب الشافعي ، [ الإمام ] أحمد أخيرا فيما حكاه عنه أبو زرعة الدمشقي ، به . وبه قال إسحاق ابن راهويه ، والفقيه ، رحمهم الله ، حتى إن بعض أئمة الحنابلة أوجب أن يقال في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما علمهم أن يقولوا لما سألوه ، وحتى إن بعض أصحابنا أوجب الصلاة على الآل ممن حكاه الإمام محمد بن إبراهيم المعروف بابن المواز المالكي البندنيجي ، وسليم الرازي ، وصاحبه ، ونقله نصر بن إبراهيم المقدسي إمام الحرمين وصاحبه قولا عن الغزالي . والصحيح أنه وجه ، على أن الجمهور على خلافه ، وحكوا الإجماع على خلافه ، وللقول بوجوبه ظواهر الحديث ، والله أعلم . الشافعي
والغرض أن رحمه الله لقوله بوجوب الشافعي - سلف وخلف كما تقدم ، لله الحمد والمنة ، فلا إجماع على خلافه في هذه المسألة لا قديما ولا حديثا ، والله أعلم . الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة
ومما يؤيد ذلك : الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود - وصححه - والترمذي والنسائي وابن خزيمة ، في صحيحيهما ، من رواية وابن حبان حيوة بن شريح المصري ، عن أبي هانئ حميد بن [ ص: 461 ] هانئ ، عن عمرو بن مالك أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد ، رضي الله عنه ، قال : . سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ، لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجل هذا " . ثم دعاه فقال له ولغيره : " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله ، عز وجل ، والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ثم ليدع [ بعد ] بما شاء "
وكذا الحديث الذي رواه ابن ماجه ، من رواية عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الأنصار . " لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ، ولا صلاة لمن لم يصل على النبي ، ولا صلاة لمن لم يحب
ولكن عبد المهيمن هذا متروك . وقد رواه من رواية أخيه " الطبراني أبي بن عباس " ، ولكن في ذلك نظر . وإنما يعرف من رواية " عبد المهيمن " ، والله أعلم .
حديث آخر : قال : حدثنا الإمام أحمد ، أخبرنا يزيد بن هارون إسماعيل ، عن أبي داود الأعمى ، بريدة قال : قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " . عن
أبو داود الأعمى اسمه : نفيع بن الحارث ، متروك .
حديث آخر موقوف : رويناه من طريق سعيد بن منصور وزيد بن الحباب ، ثلاثتهم عن ويزيد بن هارون نوح بن قيس : حدثنا سلامة الكندي : أن عليا ، رضي الله عنه ، كان يعلم الناس هذا الدعاء : اللهم داحي المدحوات ، وبارئ المسموكات ، وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها . اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، ورأفة تحننك ، على محمد عبدك ورسولك ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما أغلق ، والمعلن الحق بالحق ، والدامغ جيشات الأباطيل ، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك ، غير نكل في قدم ، ولا وهن في عزم ، واعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبسا لقابس ، آلاء الله تصل بأهله أسبابه ، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم ، [ وأقام ] موضحات الأعلام ، ومنيرات الإسلام ونائرات الأحكام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك نعمة ، ورسولك بالحق رحمة . اللهم افسح له مفسحات في عدلك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك . مهنآت له غير مكدرات ، من فوز ثوابك المعلول ، وجزيل عطائك المجمول . اللهم أعل على بناء البانين [ ص: 462 ] بنيانه وأكرم مثواه لديك ونزله . وأتمم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، مرضي المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل ، وحجة وبرهان عظيم .
هذا مشهور من كلام علي ، رضي الله عنه ، وقد تكلم عليه في مشكل الحديث ، وكذا ابن قتيبة أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي في جزء جمعه في ، إلا أن في إسناده نظرا . فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي : سلامة الكندي هذا ليس بمعروف ، ولم يدرك عليا . كذا قال . وقد روى هذا الأثر عن الحافظ أبو القاسم الطبراني محمد بن علي الصائغ ، عن ، حدثنا سعيد بن منصور نوح بن قيس ، عن سلامة الكندي قال : كان علي ، رضي الله عنه ، يعلمنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " اللهم ، داحي المدحوات " وذكره .
حديث آخر موقوف : قال ابن ماجه : [ حدثنا الحسين بن بيان ] ، حدثنا زياد بن عبد الله ، حدثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فاختة ، عن الأسود بن يزيد ، ، رضي الله عنه ، قال : إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه ; فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه . قال : فقالوا له : فعلمنا . قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، عبد الله بن مسعود محمد عبدك ورسولك ، إمام الخير وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد [ وعلى آل محمد ] ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . عن
وهذا موقوف ، وقد روى إسماعيل القاضي عن عبد الله بن عمرو - أو : عمر - على الشك من الراوي قريبا من هذا .
حديث آخر : قال قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا أبو [ ص: 463 ] إسرائيل ، عن قال : يونس بن خباب خطبنا بفارس فقال : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ، فقال : أنبأني من سمع ابن عباس يقول : هكذا أنزل . فقلنا - أو : قالوا - يا رسول الله ، علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : " اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وارحم محمدا وآل محمد ، كما رحمت آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، [ وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ] .
فيستدل بهذا الحديث من ذهب إلى جواز الترحم على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو قول الجمهور : ويعضده حديث الأعرابي الذي قال : اللهم ، ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " لقد حجرت واسعا "
وحكى القاضي عياض عن جمهور المالكية منعه ، قال : وأجازه أبو محمد بن أبي زيد .
حديث آخر : قال : حدثنا الإمام أحمد محمد بن جعفر ، أخبرنا شعبة ، عن عاصم بن عبيد الله قال : سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : . " من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي ، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر "
ورواه ابن ماجه ، من حديث شعبة ، به .
حديث آخر : قال : حدثنا الإمام أحمد أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ، ويونس - هو ابن محمد - قالا حدثنا ليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن ، عن عمرو بن أبي عمرو أبي الحويرث ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عبد الرحمن بن عوف قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود ، حتى خفت - أو : خشيت - أن يكون الله قد توفاه أو قبضه . قال : فجئت أنظر ، فرفع رأسه فقال : " ما لك يا عبد الرحمن ؟ " قال : فذكرت ذلك له فقال : " إن جبريل ، عليه السلام ، قال لي : ألا أبشرك ؟ إن الله ، عز وجل ، يقول : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه " . عن
طريق أخرى : قال : حدثنا الإمام أحمد أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن عمرو بن أبي عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف ، عبد الرحمن بن عوف قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته ، فدخل فاستقبل القبلة ، فخر ساجدا ، فأطال [ ص: 464 ] السجود ، حتى ظننت أن الله قد قبض نفسه فيها ، فدنوت منه ثم جلست ، فرفع رأسه فقال : " من هذا ؟ " فقلت : عبد الرحمن . قال : " ما شأنك ؟ " قلت : يا رسول الله ، سجدت سجدة خشيت أن [ يكون ] الله ، عز وجل ، قبض نفسك فيها . فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني أن الله ، عز وجل ، يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه - فسجدت لله عز وجل ، شكرا " . عن
حديث آخر : قال [ الحافظ ] : حدثنا أبو القاسم الطبراني محمد بن عبد الرحيم بن بحير بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن ريسان ، [ حدثنا عمرو بن الربيع بن طارقة ] ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا عبد الله بن عمر ، عن ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم النخعي الأسود بن يزيد ، ، رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة فلم يجد أحدا يتبعه ، ففزع عمر بن الخطاب عمر ، فأتاه بمطهرة من خلفه ، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا في مشربة ، فتنحى عنه من خلفه حتى رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ، فقال : " أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني ، إن جبريل أتاني فقال : من صلى عليك من أمتك واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات ، ورفعه عشر درجات " . عن
وقد اختار هذا الحديث الحافظ الضياء المقدسي في كتابه " المستخرج على الصحيحين " .
وقد رواه إسماعيل القاضي ، عن القعنبي ، عن سلمة بن وردان ، عن أنس ، عن عمر بنحوه .
ورواه أيضا عن ، عن يعقوب بن حميد أنس بن عياض ، عن سلمة بن وردان ، عن ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، بنحوه . عمر بن الخطاب
حديث آخر : قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا بندار ، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة ، حدثني موسى بن يعقوب الزمعي ، حدثني عبد الله بن كيسان ; أن أخبره ، عن عبد الله بن شداد ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عبد الله بن مسعود . " أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة "
تفرد بروايته الترمذي رحمه الله ثم قال : هذا حديث حسن غريب .
حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني آت من ربي فقال لي : ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا [ ص: 465 ] صلى الله عليه بها عشرا " . فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ألا أجعل نصف دعائي لك ؟ قال : " إن شئت " . قال : ألا أجعل ثلثي دعائي لك ؟ قال : " إن شئت " . قال : ألا أجعل دعائي لك كله ؟ قال : " إذن يكفيك الله هم الدينا وهم الآخرة " . فقال شيخ - كان بمكة ، يقال له : منيع - لسفيان : عمن أسنده ؟ قال : لا أدري .
حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا سعيد بن سلام العطار ، حدثنا عن سفيان - يعني الثوري - ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : أبي : يا رسول الله ، إني أصلي من الليل ، أفأجعل لك ثلث صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشطر " . قال : أفأجعل لك شطر صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الثلثان " . قال أفأجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن يغفر الله ذنبك كله " . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في جوف الليل فيقول : " جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " . قال
وقد رواه الترمذي بنحوه فقال : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : أبي : قلت : يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : " ما شئت " . قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : فالنصف ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : فالثلثين ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن تكفى همك ، ويغفر لك ذنبك " . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : " يا أيها الناس ، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه " . قال
ثم قال : هذا حديث حسن .
وقال : حدثنا الإمام أحمد حدثنا وكيع ، سفيان ، عن ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل الطفيل بن أبي ، عن أبيه قال : . قال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : " إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك "
حديث آخر : قال : حدثنا الإمام أحمد أبو كامل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن سليمان مولى الحسن بن علي ، عن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه; محمد ، أما يرضيك أن ربك ، عز وجل ، يقول : إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك [ ص: 466 ] إلا صليت عليه عشرا ، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا ؟ قال : بلى " . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم ، والسرور يرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا لنرى السرور في وجهك . فقال : " إنه أتاني الملك فقال : يا
ورواه من حديث النسائي حماد بن سلمة ، به . وقد رواه إسماعيل القاضي ، عن ، عن أخيه ، عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال عبيد الله بن عمر ، عن ثابت ، عن أبي طلحة ، بنحوه .
طريق أخرى : قال [ الإمام ] أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا أبو معشر ، عن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن قال : أبي طلحة الأنصاري . أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس ، يرى في وجهه البشر ، قالوا : يا رسول الله ، أصبحت اليوم طيب النفس ، يرى في وجهك البشر ؟ قال : " أجل ، أتاني آت من ربي ، عز وجل ، فقال : من صلى عليك من أمتك صلاة ، كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، ورد عليه مثلها "
وهذا أيضا إسناد جيد ، ولم يخرجوه .
حديث آخر : روى مسلم وأبو داود والترمذي من حديث والنسائي ، إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه; عن ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " من صلى علي واحدة ، صلى الله عليه بها عشرا "
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف ، ، وعامر بن ربيعة وعمار ، وأبي طلحة ، وأنس ، . وأبي بن كعب
وقال : حدثنا الإمام أحمد حسين بن محمد ، حدثنا شريك ، عن ليث ، عن كعب ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . تفرد به " صلوا علي; فإنها زكاة لكم . وسلوا الله لي الوسيلة; فإنها درجة في أعلى الجنة ، لا ينالها إلا رجل ، وأرجو أن أكون أنا هو " أحمد ، وقد رواه البزار من طريق مجاهد ، عن ، بنحوه فقال : حدثنا أبي هريرة محمد بن إسحاق البكالي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا داود بن علية ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " صلوا علي; فإنها زكاة لكم ، وسلوا الله لي الدرجة الوسيلة من الجنة " فسألناه - أو : أخبرنا - فقال : " هي درجة في أعلى الجنة ، وهي لرجل ، وأنا أرجو أن أكون ذلك الرجل "
[ ص: 467 ] في إسناده بعض من تكلم فيه .
حديث آخر : قال : حدثنا الإمام أحمد يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، [ عن عبد الله بن هبيرة ] ، عن عبد الرحمن بن مريج الخولاني ، سمعت أبا قيس - مولى عمرو بن العاص - سمعت عبد الله بن عمرو يقول : من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ، صلى الله عليه وملائكته بها سبعين صلاة ، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر . وسمعت عبد الله بن عمرو يقول : محمد النبي الأمي - قاله ثلاث مرات - ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلام وخواتمه وجوامعه ، وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش ، وتجوز بي ، عوفيت وعوفيت أمتي ، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله ، أحلوا حلاله ، وحرموا حرامه " . خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع فقال : " أنا
حديث آخر : قال : حدثنا أبو داود الطيالسي أبو سلمة الخراساني ، حدثنا أبو إسحاق ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " من ذكرت عنده فليصل علي ، ومن صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه عشرا "
ورواه في " اليوم والليلة " ، من حديث النسائي عن أبي داود الطيالسي ، أبي سلمة - وهو المغيرة بن مسلم الخراساني - عن ، عن أنس ، به . أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي
وقال : حدثنا الإمام أحمد ، حدثنا محمد بن فضيل يونس بن عمرو - يعني يونس بن أبي إسحاق - عن بريد بن أبي مريم ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " من صلى علي صلاة واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات "
حديث آخر : قال : حدثنا الإمام أحمد عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد [ قالا ] : حدثنا ، عن سليمان بن بلال عمارة بن غزية ، عن عبد الله بن الحسين ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . وقال " البخيل من ذكرت عنده ، ثم لم يصل علي " أبو سعيد : " فلم يصل علي " .
ورواه الترمذي من حديث ، ثم قال : هذا حديث حسن غريب صحيح . سليمان بن بلال
ومن الرواة من جعله من مسند " الحسين بن علي " ، ومنهم من جعله من مسند " علي " نفسه . [ ص: 468 ] حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن معبد بن هلال العنزي ، حدثنا رجل من أهل دمشق ، عن عوف بن مالك ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . " إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي "
حديث آخر مرسل : قال إسماعيل : وحدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا جرير بن حازم ، سمعت الحسن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرئ من البخل أن أذكر عنده فلا يصلي علي " ، صلوات الله عليه .
حديث آخر : قال الترمذي : حدثنا ، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ربعي بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . ثم قال : حسن غريب . " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي . [ ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له ] ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة "
قلت : وقد رواه في الأدب ، عن البخاري محمد بن عبيد الله ، حدثنا ابن أبي حازم ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن مرفوعا ، بنحوه . ورويناه من حديث أبي هريرة محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ، به . قال أبي هريرة الترمذي : وفي الباب عن جابر وأنس .
قلت : ، وابن عباس ، وقد ذكرت طرق هذا الحديث في أول كتاب الصيام وعند قوله تعالى : ( وكعب بن عجرة إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ) [ الإسراء : 23 ] .
وهذا الحديث والذي قبله دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر ، وهو مذهب طائفة من العلماء [ منهم الطحاوي ] ، ويتقوى بالحديث الآخر الذي رواه ابن ماجه : والحليمي
حدثنا جبارة بن المغلس ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا ، عن عمرو بن دينار جابر بن زيد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة "
جبارة ضعيف . ولكن رواه إسماعيل القاضي من غير وجه ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي جعفر محمد بن علي الباقر . وهذا مرسل يتقوى بالذي قبله [ والله أعلم ] . " من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة "
وذهب آخرون إلى أنه تجب ، ثم لا تجب في بقية ذلك المجلس ، بل [ ص: 469 ] تستحب . نقله الصلاة في المجلس مرة واحدة الترمذي عن بعضهم ، ويتأيد بالحديث الذي رواه الترمذي :
حدثنا ، حدثنا محمد بن بشار عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن صالح - مولى التوأمة - عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة ، فإن شاء عذبهم ، وإن شاء غفر لهم "
تفرد به الترمذي من هذا الوجه . ورواه عن الإمام أحمد حجاج ، كلاهما عن ويزيد بن هارون ابن أبي ذئب ، عن صالح - مولى التوأمة - عن ، مرفوعا مثله . ثم قال أبي هريرة الترمذي : هذا حديث حسن .
وقد روي عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من غير وجه ، وقد رواه أبي هريرة إسماعيل القاضي من حديث شعبة ، عن سليمان ، عن ذكوان ، عن أبي سعيد قال : . " ما من قوم يقعدون ثم يقومون ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا كان عليهم حسرة ، وإن دخلوا الجنة لما يرون [ من ] الثواب "
وحكي عن بعضهم أنه إنما تجب ، امتثالا لأمر الآية ، ثم هي مستحبة في كل حال ، وهذا هو الذي نصره الصلاة عليه ، عليه السلام ، في العمر مرة واحدة القاضي عياض بعدما حكى الإجماع على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الجملة . قال : وقد حكى أن محمل الآية على الندب ، وادعى فيه الإجماع . قال : ولعله فيما زاد على المرة ، والواجب منه مرة كالشهادة له بالنبوة ، وما زاد على ذلك فمندوب مرغب فيه من سنن الإسلام ، وشعار أهله . الطبراني
قلت : وهذا قول غريب ، فإنه قد ورد الأمر بالصلاة عليه في أوقات كثيرة ، فمنها واجب ، ومنها مستحب على ما نبينه .
فمنه : ; للحديث الذي رواه بعد النداء للصلاة : الإمام أحمد
حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، حدثنا كعب بن علقمة ، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يقول : إنه سمع يقول : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عبد الله بن عمرو بن العاص . " إذا سمعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي; فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة "
وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي من حديث والنسائي ، كعب بن علقمة
طريق أخرى : قال إسماعيل القاضي : حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا عمرو بن علي ، عن أبي [ ص: 470 ] بكر الجشمي ، عن صفوان بن سليم ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " . من سأل الله لي الوسيلة ، حقت عليه شفاعتي يوم القيامة "
حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا سعيد بن زيد ، عن ليث ، عن كعب - هو كعب الأحبار - عن ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة " . قال : فإما حدثنا وإما سألناه ، فقال : " " صلوا علي ، فإن صلاتكم علي زكاة لكم ، وسلوا الله لي الوسيلة . الوسيلة أعلى درجة في الجنة ، لا ينالها إلا رجل ، وأرجو أن أكون ذلك الرجل "
ثم رواه عن محمد بن أبي بكر ، عن معتمر ، عن به . وكذا الحديث الآخر : ليث - وهو ابن أبي سليم -
قال : حدثنا الإمام أحمد حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا بكر بن سوادة ، عن زياد بن نعيم ، عن وفاء الحضرمي ، عن ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رويفع بن ثابت الأنصاري محمد وقال : اللهم ، أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي " . " من صلى على
وهذا إسناد لا بأس به ، ولم يخرجوه .
أثر آخر قال إسماعيل القاضي : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثني معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، سمعت ابن عباس يقول : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى ، كما آتيت إبراهيم وموسى ، عليهما السلام . إسناد جيد قوي صحيح .
ومن ذلك : : للحديث الذي رواه عند دخول المسجد والخروج منه : الإمام أحمد
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا ليث بن أبي سليم ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن جدته [ فاطمة ] بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : محمد وسلم وقال : " اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك " . وإذا خرج صلى على محمد وسلم ، ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك " . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على
وقال إسماعيل القاضي : حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا سفيان بن عمر التميمي ، عن [ ص: 471 ] سليمان الضبي ، عن علي بن الحسين قال : قال ، رضي الله عنه : إذا مررتم بالمساجد فصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم . وأما علي بن أبي طالب ، فقد قدمنا الكلام عليها في التشهد الأخير ، ومن ذهب إلى ذلك من العلماء مع الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة رحمه الله . وأما التشهد الأول فلا تجب فيه قولا واحدا ، وهل تستحب ؟ على قولين الشافعي ، . للشافعي
ومن ذلك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة : فإن السنة أن يقرأ في التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب ، وفي الثانية أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الثالثة يدعو للميت ، وفي الرابعة يقول : اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده .
قال رحمه الله : حدثنا الشافعي ، مطرف بن مازن ، عن معمر ، عن الزهري : أخبرني أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أن أبو أمامة بن سهل بن حنيف أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخلص الدعاء للجنازة ، وفي التكبيرات لا يقرأ في شيء منها ، ثم يسلم سرا في نفسه السنة في الصلاة على الجنازة
ورواه عن النسائي ، أبي أمامة نفسه أنه قال : من السنة ، فذكره .
وهذا من الصحابي في حكم المرفوع على الصحيح .
ورواه إسماعيل القاضي ، عن ، عن محمد بن المثنى عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ، عن أبي أمامة بن سهل أنه قال : السنة في الصلاة على الجنازة . . . فذكره . سعيد بن المسيب
وهكذا روي عن ، أبي هريرة ، وابن عمر . والشعبي
ومن ذلك : : قال في صلاة العيد إسماعيل القاضي : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا ، حدثنا هشام الدستوائي ، عن حماد بن أبي سليمان إبراهيم ، عن علقمة : أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد ، فقال لهم : إن هذا العيد قد دنا ، فكيف التكبير فيه ؟ قال عبد الله : تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة ، وتحمد ربك وتصلي على [ ص: 472 ] النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو ، وتكبر وتفعل مثل ذلك ، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ، ثم تقرأ ، ثم تكبر وتركع ، ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو وتكبر ، وتفعل مثل ذلك ، ثم تركع . فقال حذيفة وأبو موسى : صدق أبو عبد الرحمن . إسناد صحيح
ومن ذلك : أنه يستحب قال ختم الدعاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم الترمذي :
حدثنا أبو داود ، أخبرنا النضر بن شميل ، عن أبي قرة الأسدي ، عن عن سعيد بن المسيب ، قال : الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد حتى تصلي على نبيك . عمر بن الخطاب
وهكذا رواه أيوب بن موسى ، عن ، عن سعيد بن المسيب ، قوله . ورواه عمر بن الخطاب معاذ بن الحارث ، عن أبي قرة ، عن ، عن سعيد بن المسيب عمر مرفوعا . وكذا رواه رزين بن معاوية في كتابه مرفوعا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " . الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد حتى يصلى علي ، فلا تجعلوني كغمر الراكب ، صلوا علي أول الدعاء وأوسطه وآخره "
وهذه الزيادة إنما تروى من رواية في مسند جابر بن عبد الله الإمام عبد بن حميد الكشي [ حيث ] قال : حدثنا ، أخبرنا جعفر بن عون موسى بن عبيدة ، عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه قال : قال جابر : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : . فهذا حديث غريب ، لا تجعلوني كقدح الراكب ، إذا علق تعاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء ، فإن كان له حاجة في الوضوء توضأ ، وإن كان له حاجة في الشرب شرب وإلا أهراق ما فيه ، اجعلوني في أول الدعاء ، وفي ، وسط الدعاء ، وفي آخر الدعاء " وموسى بن عبيدة ضعيف الحديث .
ومن [ آكد ] ذلك : : لما رواه دعاء القنوت وأهل السنن ، الإمام أحمد وابن خزيمة ، ، وابن حبان من حديث والحاكم ، أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، رضي الله عنهما ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر : . " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، [ ص: 473 ] وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت تباركت [ ربنا ] وتعاليت "
وزاد في سننه بعد هذا : النسائي محمد . وصلى الله على النبي
ومن ذلك : أنه يستحب : قال الإكثار من الصلاة عليه [ في ] يوم الجمعة وليلة الجمعة : حدثنا الإمام أحمد ، عن حسين بن علي الجعفي ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي الأشعث الصنعاني أوس بن أوس الثقفي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي " . قالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ - يعني : وقد بليت - قال : " يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء . " من أفضل أيامكم
ورواه أبو داود والنسائي من حديث وابن ماجه ، . وقد صحح هذا الحديث حسين بن علي الجعفي ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني ، والنووي في الأذكار .
حديث آخر : قال أبو عبد الله بن ماجه : حدثنا عمرو بن سواد المصري ، حدثنا عن عبد الله بن وهب ، عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أيمن ، عن عن عبادة بن نسي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي الدرداء . أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة; فإنه مشهود تشهده الملائكة . وإن أحدا لا يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها " . قال : قلت : وبعد الموت ؟ قال : " [ وبعد الموت ] ، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " [ فنبي الله حي يرزق ]
هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وفيه انقطاع بين عبادة بن نسي ، فإنه لم يدركه ، والله أعلم . وأبي الدرداء
وقد روى من حديث البيهقي أبي أمامة وأبي مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإكثار من الصلاة عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة ، ولكن في إسنادهما ضعف ، والله أعلم . وروي مرسلا عن الحسن [ ص: 474 ] البصري ، فقال إسماعيل القاضي :
حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا جرير بن حازم ، سمعت يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن - هو البصري - " لا تأكل الأرض جسد من كلمه روح القدس " . مرسل حسن .
وقال : أخبرنا الشافعي إبراهيم بن محمد ، أخبرنا صفوان بن سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . هذا مرسل . " إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة ، فأكثروا الصلاة علي "
وهكذا يجب ، ولا تصح الخطبتان إلا بذلك; لأنها عبادة ، وذكر الله فيها شرط ، فوجب ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها كالأذان والصلاة . هذا مذهب على الخطيب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين الشافعي وأحمد رحمهما الله .
ومن ذلك : أنه يستحب : قال الصلاة والسلام عليه عند زيارة قبره ، صلوات الله وسلامه عليه أبو داود :
حدثنا ابن عوف - هو محمد - حدثنا المقري ، حدثنا حيوة ، عن أبي صخر حميد بن زياد ، عن عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة; " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي ، حتى أرد عليه السلام " .
تفرد به أبو داود ، وصححه النووي في الأذكار . ثم قال أبو داود :
حدثنا قال : قرأت على أحمد بن صالح عبد الله بن نافع ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة " لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم " .
تفرد به أبو داود أيضا . وقد رواه الإمام أحمد عن سريج ، عن به . وصححه عبد الله بن نافع - وهو الصائغ - النووي أيضا . وقد روي من وجه آخر عن علي ، رضي الله عنه . قال القاضي إسماعيل بن إسحاق في كتابه " " : فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب [ عمن أخبره ] من أهل بيته ، عن : علي بن الحسين بن علي علي بن الحسين ، فقال له علي بن الحسين : ما يحملك على هذا ؟ قال : أحب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم . فقال له علي بن الحسين : هل لك أن أحدثك حديثا عن أبي ؟ قال : نعم . فقال له علي بن الحسين : أخبرني أبي ، عن جدي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا قبري عيدا ، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي وسلموا حيثما كنتم فتبلغني صلاتكم وسلامكم " . أن رجلا كان يأتي كل [ ص: 475 ] غداة فيزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه ، ويصنع من ذلك ما اشتهر عليه
في إسناده رجل مبهم لم يسم وقد روي من وجه آخر مرسلا قال عبد الرزاق في مصنفه ، عن الثوري ، عن ابن عجلان ، عن رجل - يقال له : سهيل - عن الحسن بن الحسن بن علي ; أنه رأى قوما عند القبر فنهاهم ، وقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . فلعله رآهم يسيئون الأدب برفع أصواتهم [ فوق الحاجة ] ، فنهاهم . " لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي حيثما كنتم; فإن صلاتكم تبلغني "
وقد روي أنه رأى رجلا ينتاب القبر فقال : يا هذا ، ما أنت ورجل بالأندلس منه إلا سواء ، أي : الجميع يبلغه ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين .
وقال في معجمه الكبير : حدثنا الطبراني أحمد بن رشدين المصري ، حدثنا ، حدثنا سعيد بن أبي مريم محمد بن جعفر ، أخبرني حميد بن أبي زينب ، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ، عن أبيه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . " صلوا علي حيثما كنتم ، فإن صلاتكم تبلغني "
ثم قال : حدثنا الطبراني العباس بن حمدان الأصبهاني ، حدثنا شعيب بن عبد الحميد الطحان ، أخبرنا عن يزيد بن هارون شيبان ، عن الحكم بن عبد الله بن خطاف ، عن أم أنيس بنت الحسن بن علي ، عن أبيها قال : إن الله وملائكته يصلون على النبي ) ؟ " فقال : " إن هذا هو المكتوم ، ولولا أنكم سألتموني عنه لما أخبرتكم ، إن الله وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان : " غفر الله لك " . وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين : " آمين " . ولا يصلي أحد إلا قال ذانك الملكان : " غفر الله لك " . ويقول الله وملائكته جوابا لذينك الملكين : " آمين " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت قول الله ، عز وجل : (
غريب جدا ، وإسناده فيه ضعف شديد
[ ص: 476 ] وقد قال : حدثنا الإمام أحمد عن وكيع ، سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن رضي الله عنه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عبد الله بن مسعود ، إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، يبلغوني من أمتي السلام " .
وهكذا رواه من حديث النسائي سفيان الثوري ، كلاهما عن وسليمان بن مهران الأعمش عبد الله بن السائب ، به
فأما الحديث الآخر : " من صلى علي عند قبري سمعته ، ومن صلى علي من بعيد بلغته " - ففي إسناده نظر ، تفرد به محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو متروك ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مرفوعا . أبي هريرة
قال أصحابنا : ويستحب : لما روي عن للمحرم إذا لبى وفرغ من تلبيته أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الشافعي من رواية والدارقطني صالح بن محمد بن زائدة ، عن قال : كان يؤمر الرجل إذا فرغ من تلبيته أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم على كل حال . القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
وقال إسماعيل القاضي : حدثنا ، حدثنا عارم بن الفضل ، حدثنا عبد الله بن المبارك زكريا ، عن الشعبي ، عن وهب بن الأجدع قال : سمعت يقول : إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا ، وصلوا عند المقام ركعتين ، ثم ائتوا عمر بن الخطاب الصفا فقوموا عليه من حيث ترون البيت ، فكبروا سبع تكبيرات ، تكبيرا بين حمد لله وثناء عليه ، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسألة لنفسك ، وعلى المروة مثل ذلك .
إسناد جيد حسن قوي .
وقالوا : ويستحب : واستأنسوا بقوله تعالى : ( الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع ذكر الله عند الذبح ورفعنا لك ذكرك ) [ الشرح : 4 ] ، قال بعض المفسرين : يقول الله تعالى : " لا أذكر إلا ذكرت معي " . وخالفهم في ذلك الجمهور ، وقالوا : هذا موطن يفرد فيه ذكر الرب تعالى ، كما عند الأكل ، والدخول ، والوقاع وغير ذلك ، مما لم ترد فيه السنة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا عمر بن هارون ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن ثابت ، عن ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . " صلوا على أنبياء الله ورسله; فإن الله بعثهم كما بعثني "
في إسناده ضعيفان ، وهما عمر بن هارون وشيخه ، والله أعلم . وقد رواه عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن موسى بن عبيدة الربذي به .
[ ص: 477 ] ومن ذلك : أنه ، إن صح الخبر في ذلك ، على أن يستحب الصلاة عليه عند طنين الأذن الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قد رواه في صحيحه فقال : حدثنا زياد بن يحيى ، حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله ، عن أبيه محمد ، عن أبيه أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " . إسناده غريب ، وفي ثبوته نظر والله أعلم . إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي ، وليقل : ذكر الله من ذكرني بخير "
[ وهاهنا مسألة ] :
وقد ، وقد ورد في الحديث من طريق استحب أهل الكتابة أن يكرر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما كتبه كادح بن رحمة ، عن نهشل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي في كتاب ، لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب " .
وليس هذا الحديث بصحيح من وجوه كثيرة ، وقد روي من حديث ، ولا يصح أيضا ، قال أبي هريرة الحافظ أبو عبد الله الذهبي شيخنا : أحسبه موضوعا . وقد روي نحوه عن أبي بكر ، . ولا يصح من ذلك شيء ، والله أعلم . وقد ذكر وابن عباس في كتابه : " الجامع لآداب الراوي والسامع ، قال : رأيت بخط الخطيب البغدادي الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله : كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة ، قال : وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظا .