( بسم الله الرحمن الرحيم )
والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون يسألون أيان يوم الدين يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون فتول عنهم فما أنت بملوم وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون )
[ ص: 132 ] الحبك : الطرائق ، مثل حبك الرمل والماء القائم إذا ضربته الريح ، وكذلك حبك الشعر : آثار تثنيه وتكسره قال الشاعر :
مكلل بأصول النجم ينسجه ريح خريق لضاحي مائه حبك
والدرع محبوكة لأن حلقها مطرق طرائق . وواحدها حبيكة ، كطريقة وطرق ، أو حباك كمثال ومثل ، قال الراجز :كأنما حللها الحواك طنفسة في وشيها حباك
قد غدا يحملني في أنفه لاحق الإطلين محبوك ممر
إنا إذا نازلنا غريب له ذنوب ولنا ذنوب
وإن أبيتم فلنا القليب
لنا ذنوب ولكم ذنوب
ويطلق ، ويراد به الحظ والنصيب ، قال علقمة بن عبدة :وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشاس من نداك ذنوب
لا يبعدن ربيعة بن مكرم وسقى الغوادي قبره بذنوب
لعمرك والمنايا طارقات لكل بني أب منها ذنوب
هذه السورة مكية . ومناسبتها لآخر ما قبلها أنه قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد . وقال أول هذه بعد القسم : ( إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) .
( والذاريات ) : الرياح . ( فالحاملات ) السحاب . ( فالجاريات ) الفلك . ( فالمقسمات ) : الملائكة ، هذا تفسير علي كرم الله وجهه على المنبر ، وقد سأله ابن الكواء ، قاله . وقال ابن عباس أيضا : ( ابن عباس فالحاملات ) هي السفن الموقرة بالناس وأمتاعهم . وقيل : الحوامل من جميع الحيوان . وقيل : الجاريات : السحاب بالرياح . وقيل : الجواري من الكواكب ، وأدغم أبو عمرو وحمزة ( والذاريات ) في ذال ( ذروا ) ، وذروها : تفريقها للمطر أو للتراب . وقرئ : بفتح الواو تسمية للمحمول بالمصدر . ومعنى ( يسرا ) : جريا ذا يسر ، أي سهولة . فيسرا مصدر وصف به على تقدير محذوف ، فهو على رأي في موضع الحال . ( أمرا ) تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها ، فأمرا مفعول به . وقيل : مصدر منصوب على الحال ، أي مأمورة ، ومفعول المقسمات محذوف . وقال سيبويه مجاهد : يتولى أمر العباد جبريل للغلظة ، وميكائيل للرحمة ، وملك الموت لقبض الأرواح ، وإسرافيل للنفخ . وجاء في الملائكة : فالمقسمات على معنى الجماعات . وقال : ويجوز أن يراد الرياح لا غير ، لأنها تنشئ السحاب وتقله وتصرفه وتجري في الجو جريا سهلا ، وتقسم الأمطار بتصريف الرياح . انتهى . فإذا كان المدلول متغايرا ، فتكون أقساما متعاقبة . وإذا كان غير متغاير ، فهو قسم واحد ، وهو من عطف الصفات ، أي ذرت أول هبوبها التراب والحصباء ، فأقلت السحاب ، فجرت في الجو باسطة للسحاب ، فقسمت المطر . فهذا كقوله : الزمخشري
[ ص: 134 ]
يا لهف زيابة للحارث الصابح فالغانم فالآيب
( ذات الحبك ) : أي ذات الخلق المستوي الجيد ، قاله ابن عباس وعكرمة وقتادة والربيع . وقال الحسن ، : ( وسعيد بن جبير ذات الحبك ) : أي الزينة بالنجوم . وقال الضحاك : ذات الطرائق ، يعني من المجرة التي في السماء . وقال ابن زيد : ذات الشدة ، لقوله : ( سبعا شدادا ) . وقيل : ذات الصفاقة . وقرأ الجمهور : الحبك بضمتين ، ، وابن عباس والحسن : بخلاف عنه ، وأبو مالك الغفاري ، وأبو حيوة ، ، وابن أبي عبلة وأبو السمال ، ونعيم عن أبي عمرو : بإسكان الباء ، وعكرمة : بفتحها ، جمع حبكة ، مثل : طرفة وطرف . وأبو مالك الغفاري ، والحسن : بخلاف عنه ، بكسر الحاء والباء ، وأبو مالك الغفاري ، والحسن أيضا ، وأبو حيوة : بكسر الحاء وإسكان الباء ، وهو تخفيف فعل المكسورهما وهو اسم مفرد لا جمع ، لأن فعلا ليس من أبنية الجموع ، فينبغي أن يعد مع إبل فيما جاء من الأسماء على فعل بكسر الفاء والعين ، أيضا ، وابن عباس وأبو مالك : بفتحهما . قال أبو الفضل الرازي : فهو جمع حبكة ، مثل عقبة وعقب . انتهى . والحسن أيضا : الحبك . بكسر الحاء وفتح الباء ، وقرأ أيضا كالجمهور ، فصارت قراءته خمسا : الحبك ، الحبك ، الحبك ، الحبك ، الحبك . وقرأ أبو مالك أيضا : الحبك بكسر الحاء وضم الباء ، وذكرها ابن عطية عن الحسن ، فتصير له ست قراءات . وقال صاحب اللوامح ، وهو عديم النظير في العربية : في أبنيتها وأوزانها ، ولا أدري ما رواه . انتهى . وقال ابن عطية : هي قراءة شاذة غير متوجهة ، وكأنه أراد كسرها ، ثم توهم " الحبك " قراءة الضم بعد أن كسر الحاء وضم الباء ، وهذا على تداخل اللغات ، وليس في كلام العرب هذا البناء . انتهى .
وعلى هذا تأول النحاة هذه القراءات ، والأحسن عندي أن تكون مما اتبع فيه حركة الحاء لحركة ( ذات ) في الكسرة ، ولم يعتد باللام الساكنة ، لأن الساكن حاجز غير حصين . وجواب القسم : ( إنكم لفي قول مختلف ) ، والظاهر أنه خطاب عام للمسلم والكافر ، كما أن جواب القسم السابق يشملهما ، واختلافهم كونهم مؤمنا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وكتابه وكافرا . وقال ابن زيد : خطاب للكفرة ، فيقولون : ساحر شاعر كاهن مجنون ، وقال الضحاك : قول الكفرة لا يكون مستويا ، إنما يكون متناقضا مختلفا . وقيل : اختلافهم في الحشر ، منهم من ينفيه ، ومنهم من يشك فيه . وقيل : اختلافهم : إقرارهم بأن الله تعالى أوجدهم وعبادتهم غيره والأقوال التي يقولونها في آلهتهم .
( يؤفك ) : أي يصرف عنه ، أي عن القرآن والرسول - صلى الله عليه وسلم - ، قاله الحسن وقتادة . ( من أفك ) : أي من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم لقوله : . وقيل : من صرف في سابق علم الله تعالى أنه مأفوك عن الحق لا يرعوي . وقال لا يهلك على الله إلا هالك : ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون ، أو للذي أقسم بالسماء [ ص: 135 ] على أنهم في قول مختلف في وقوعه ، فمنهم شاك ومنهم جاحد . ثم قال : يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك . وقيل : المأفوك عنه محذوف ، وعن هنا للسبب ، والضمير عائد على ( الزمخشري قول مختلف ) ، أي يصرف بسببه من أراد الإسلام بأن يقول : هو سحر هو كهانة ، حكاه الزهراوي ، وأورده على عادته في إبداء ما هو محكي عن غيره أنه مخترعه . وقال والزمخشري ابن عطية : ويحتمل أن يعود على ( قول مختلف ) ، والمعنى : يصرف عنه بتوفيق الله إلى الإسلام من غلبت سعادته ، وهذا على أن يكون في قول مختلف للكفار ، إلا أن عرف الاستعمال في إفكه الصرف من خير إلى شر ، فلذلك لا تجده إلا في المذمومين . انتهى ، وفيه بعض تلخيص . وقرأ ابن جبير وقتادة : من أفك مبنيا للفاعل ، أي من أفك الناس عنه ، وهم قريش . وقرأ : يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو مأفوك في نفسه . وعنه أيضا : يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو أفاك كذاب . وقرئ : يؤفن عنه من أفن بالنون فيهما ، أي يحرمه من حرم . من أفن الضرع إذا نهكه حلبا . زيد بن علي
( قتل الخراصون ) : أي قتل الله الخراصين ، وهم المقدرون ما لا يصح . ( في غمرة ) : في جهل يغمرهم ، ( ساهون ) : غافلون عن ما أمروا به . ( أيان يوم الدين ) : أي متى وقت الجزاء ؟ سؤال تكذيب واستهزاء ، وتقدمت قراءة من كسر الهمزة في قوله : ( أيان مرساها ) و ( أيان يوم الدين ) ، فيكون الظرف محلا للمصدر ، وانتصب يومهم بمضمر تقديره : هو كائن ، أي الجزاء ، قاله ، وجوزوا أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هو يومهم ، والفتحة فتحة بناء لإضافته إلى غير متمكن ، وهي الجملة الإسمية . ويؤيده قراءة الزجاج ابن أبي عبلة والزعفراني : يومهم . بالرفع ، وإذا كان ظرفا جاز أن تكون الحركة فيه حركة إعراب وحركة بناء ، وتقدم الكلام على إضافة الظرف المستقبل إلى الجملة الإسمية في غافر في قوله تعالى : ( يوم هم بارزون ) . وقال بعض النحاة : يومهم بدل من ( يوم الدين ) ، فيكون هنا حكاية من كلامهم على المعنى ، ويقولون ذلك على سبيل الاستهزاء . ولو حكى لفظ قولهم ، لكان التركيب : يوم نحن على النار يفتنون . ( ذوقوا فتنتكم ) : أي يقال لهم ذوقوا . ( هذا الذي ) : مبتدأ وخبر . وقال : ويجوز أن يكون هذا بدلا من ( فتنتكم ) ، أي ذوقوا هذا العذاب . انتهى ، وفيه بعد ، والاستقلال خير من البدل . ومعنى تفتنون : تعذبون في النار . الزمخشري
ولما ذكر حال الكفار ، ذكر حال المؤمنين ، وانتصب آخذين على الحال ، أي قابليه راضين به ، وذلك في الجنة . وقال : ( آخذين ) : أي في دنياهم ، ( ابن عباس ما آتاهم ربهم ) من أوامره ونواهيه وشرعه ، فالحال محكية لتقدمها في الزمان على كونهم في الجنة . والظاهر أن ( قليلا ) ظرف ، وهو في الأصل صفة ، أي كانوا في قليل من الليل . وجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف ، أي كانوا يهجعون هجوعا قليلا ، وما زائدة في كلا الإعرابين . وفسر ذلك فقال : كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء ، ولا يدل لفظ الآية على الاقتصار على هذا التفسير . وقال أنس بن مالك : كانوا يصيبون من الليل حظا . وقال الربيع بن خثيم مطرف ، ومجاهد ، : قل ليلة أتت عليهم هجوعا كلها . وقال وابن أبي نجيح الحسن : كابدوا قيام الليل لا ينامون منه إلا قليلا . وقال الضحاك : ( كانوا قليلا ) ، أي في عددهم ، وثم خبر كان ، ثم ابتدأ ( من الليل ما يهجعون ) ، فما نافية ، وقليلا وقف حسن ، وهذا القول فيه تفكيك للكلام ، وتقدم معمول العامل المنفي بما على عامله ، وذلك لا يجوز عند البصريين ، ولو كان ظرفا أو مجرورا . وقد أجاز ذلك بعضهم ، وجاء في الشعر قوله :
إذا هي قامت حاسرا مشمعلة يحسب الفؤاد رأسها ما تقنع
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه أنى توجه والمحروم محروم
( وفي الأرض آيات ) تدل على الصانع وقدرته وتدبيره من حيث هي كالبساط لما فوقها ، وفيها الفجاج للسلاك ، وهي متجزئة من سهل ووعر وبحر وبر ، وقطع متجاورات من صلبة ورخوة ومنبتة وسبخة ، وتلقح بأنواع النبات ، وفيها العيون والمعادن والدواب المنبثة في بحرها وبرها المختلفة الأشكال . وقرأ قتادة : آية . على الإفراد ، ( للموقنين ) : وهم الذين نظروا النظر الصحيح ، وأداهم ذلك إلى إيقان ما جاءت به الرسل ، فأيقنوا لم يدخلهم ريب . ( وفي أنفسكم ) حال ابتدائها وانتقالها من حال إلى حال ، وما أودع في شكل الإنسان من لطائف الحواس ، وما ترتب على العقل الذي أوتيه من بدائع العلوم وغريب الصنائع ، وغير ذلك مما لا ينحصر .
( وفي السماء رزقكم ) ، قال الضحاك ومجاهد : المطر والثلج ، لأنه سبب الأقوات ، وكل عين دائمة من الثلج . وقال وابن جبير مجاهد أيضا وواصل الأحدب : أراد القضاء والقدر ، أي الرزق عند الله يأتي به كيف شاء ، ( وما توعدون ) : الجنة ، أو هي النار ، أو أمر الساعة ، أو من خير وشر ، أو من ثواب وعقاب ، أقوال المراد بها التمثيل لا التعيين . وقرأ ابن محيصن : أرزاقكم على الجمع ، والضمير في إنه عائد على القرآن ، أو إلى الدين الذي في قوله : ( وإن الدين لواقع ) ، أو إلى اليوم المذكور في قوله : ( أيان يوم الدين ) ، أو إلى الرزق ، أو إلى الله ، أو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أقوال منقولة . والذي يظهر أنه عائد على الإخبار السابق من الله تعالى فيما تقدم في هذه السورة من صدق الموعود ووقوع الجزاء وكونهم في ( قول مختلف ) ، و ( قتل الخراصون ) ، وكينونة المتقين في الجنة على ما وصف ، وذكر أوصافهم وما ذكر بعد ذلك ، ولذلك شبه في الحقيقة بما يصدر من نطق الإنسان بجامع ما اشتركا فيه من الكلام . وقرأ حمزة ، ، والكسائي وأبو بكر ، والحسن ، وابن أبي إسحاق ، : بخلاف عن ثلاثتهم : مثل . بالرفع صفة لقوله : ( لحق ) ، وباقي السبعة ، والجمهور : بالنصب ، وقيل : هي فتحة بناء ، وهو نعت كحاله في قراءة من رفع . ولما أضيف إلى غير متمكن بني ، وما على هذا الإعراب زائدة للتوكيد ، والإضافة هي إلى أنكم تنطقون . وقال والأعمش المازني : بني " مثل " لأنه ركب مع ما ، فصار شيئا واحدا ، ومثله : ويحما وهيما [ ص: 137 ] وابنما ، قال حميد بن ثور :
ألا هيما مما لقيت وهيما وويحا لمن لم يلق منهن ويحما
فأكرم بنا أما وأكرم بنا ابنما
انتهى هذا التخريج . وابنما ليس ابنا بني مع ما ، بل هذا من باب زيادة الميم فيه وإتباع ما في الآخر ، إذ جعل في الميم الإعراب . تقول : هذا ابنم ، ورئت ابنما ، ومررت بابنم ، وليست ما في الثلاث في ابنما مركبة مع ما ، كما قال : الفتحة في ابنما حركة إعراب ، وهو منصوب على التمييز ، وأنشد النحويون في بناء الاسم مع الحرف قول الراجز :أثور ما أصيدكم أو ثورين أم تيكم الجماء ذات القرنين