تنبيهات .  
الأول : ذكر  قدامة  من أنواع البديع الإشارة   ، وفسرها بالإتيان بكلام قليل ذي معان جمة . وهذا هو إيجاز القصر بعينه ، لكن فرق بينهما  ابن أبي الإصبع  بأن الإيجاز دلالته مطابقة ، ودلالة الإشارة إما تضمن أو التزام ، فعلم منه أن المراد بها ما تقدم في مبحث المنطوق .  
الثاني : ذكر  القاضي أبو بكر  في إعجاز القرآن أن  من الإيجاز نوعا يسمى التضمين   ؛ وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة عنه .  
قال : وهو نوعان .  
أحدهما : ما يفهم من البينة ؛ كقوله : معلوم ، فإنه يوجب أنه لا بد من عالم .  
والثاني : من معنى العبارة ك ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، فإنه تضمن تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه على جهة التعظيم لله تعالى والتبرك باسمه .  
الثالث : ذكر  ابن الأثير  وصاحب عروس الأفراح وغيرهما : أن من أنواع إيجاز القصر باب الحصر ؛ سواء كان بإلا ، أو بإنما ، أو غيرهما من أدواته ؛ لأن الجملة فيها نابت مناب جملتين .      [ ص: 82 ] وباب العطف ؛ لأن حرفه وضع للإغناء عن إعادة العامل .  
وباب النائب عن الفاعل ؛ لأنه دل على الفاعل بإعطائه حكمه ، وعلى المفعول بوضعه .  
وباب الضمير ؛ لأنه وضع للاستغناء به عن الظاهر اختصارا ، ولذا لا يعدل إلى المنفصل مع إمكان المتصل .  
وباب : علمت أنك قائم ؛ لأنه محتمل لاسم واحد سد مسد المفعولين من غير حذف .  
ومنها : باب التنازع ، إذا لم نقدر على رأي  الفراء     .  
ومنها : جمع أدوات الاستفهام والشرط ، فإن ( كم مالك ) يغني عن قولك : أهو عشرون أم ثلاثون ؟ وهكذا إلى ما لا يتناهى . ومنها الألفاظ اللازمة للعموم كأحد .  
ومنها : لفظ التثنية والجمع ، فإنه يغني عن تكرير المفرد ، وأقيم الحرف فيهما مقامه اختصارا . ومما يصلح أن يعد من أنواعه : المسمى بالاتساع من أنواع البديع ؛ وهو أن يؤتى بكلام يتسع فيه التأويل بحسب ما تحتمله ألفاظه من المعاني ، كفواتح السور ، ذكره  ابن أبي الإصبع     .  
				
						
						
