فائدة : أخرج ابن أبي داود ، عن قال : قال إبراهيم التيمي ، عبد الله : لا يكتب المصاحف إلا مضري .
قال ابن أبي داود : هذا من أجل اللغات .
مسألة : اختلف في : ويقال : أول من فعل ذلك نقط المصحف وشكله بأمر أبو الأسود الدؤلي وقيل : عبد الملك بن مروان ، الحسن البصري ، وقيل : ويحيى بن يعمر ، نصر بن عاصم الليثي .
وأول من وضع الهمز والتشديد والروم والإشمام الخليل .
وقال قتادة : بدءوا فنقطوا ، ثم خمسوا ، ثم عشروا .
وقال غيره : أول ما أحدثوا النقط عند آخر الآي ، ثم الفواتح والخواتم .
وقال : ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في المصاحف إلا النقط الثلاث على رءوس الآي . أخرجه يحيى بن أبي كثير ابن أبي داود .
وقد أخرج أبو عبيد وغيره ، عن قال : جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء . ابن مسعود ،
وأخرج عن النخعي أنه كره نقط المصاحف .
[ ص: 419 ] وعن أنه كره النقط والفواتح والخواتم . وعن ابن سيرين ابن مسعود ومجاهد أنهما كرها التعشير .
وأخرج ابن أبي داود ، عن النخعي : أنه كان يكره العواشر والفواتح وتصغير المصحف ، وأن يكتب فيه سورة كذا وكذا .
وأخرج عنه أنه أتي بمصحف مكتوب فيه سورة كذا وكذا آية ، فقال : امح هذا ، فإن كان يكرهه . ابن مسعود
وأخرج عن أبي العالية : أنه كان يكره الجمل في المصحف ، وفاتحة سورة كذا ، وخاتمة سورة كذا . وقال مالك : لا بأس بالنقط في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان ، أما الأمهات فلا .
وقال الحليمي : تكره كتابة الأعشار والأخماس ، وأسماء السور ، وعدد الآيات فيه لقوله : ( جردوا القرآن ) . وأما النقط فيجوز له ، لأنه ليس له صورة فيتوهم ما ليس بقرآن قرآنا .
وإنما هي دلالات على هيئة المقروء ، فلا يضر إثباتها لمن يحتاج إليها .
وقال البيهقي : من آداب القرآن أن يفخم ، فيكتب مفرجا بأحسن خط فلا يصغر ولا يقرمط حروفه ، ولا يخلط به ما ليس منه كعدد الآيات والسجدات والعشرات والوقوف واختلاف القراءات ومعاني الآيات .
وقد أخرج ابن أبي داود ، عن الحسن ، أنهما قالا : لا بأس بنقط المصاحف . وابن سيرين
[ ص: 420 ] وأخرج عن أنه قال : لا بأس بشكله . ربيعة بن أبي عبد الرحمن ،
وقال النووي : نقط المصحف وشكله مستحب ، لأنه صيانة له من اللحن والتحريف .
وقال ابن مجاهد : ينبغي أن لا يشكل إلا ما يشكل . وقال الداني : لا أستجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم ، ولا أستجيز جمع قراءات شتى في مصحف واحد بألوان مختلفة ، لأنه من أعظم التخليط والتغيير للمرسوم ، وأرى أن تكون الحركات والتنوين والتشديد والسكون والمد بالحمرة والهمزات بالصفرة .
وقال الجرجاني من أصحابنا في الشافي : من المذموم . كتابة تفسير كلمات القرآن بين أسطره