السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا معلمة، عمري 25 سنة، متزوجة وحامل في الشهر السادس، وهذا أول حمل لي.
أُعاني من حالات هلع وخوف شديد من الموت ليلاً ونهارًا، بدأت هذه الحالة قبل أربع سنوات، عندما مررتُ بتجربة عاطفية قاسية، تركت آثارًا نفسية عميقة وسلبية للغاية.
رزقني الله بزوج رائع في صفاته، يخاف علي أكثر من نفسه، ويدعمني بكل الحب والحنان، وأنا أحبه كثيرًا، دائمًا ما يحاول أن يخفف عني، وقد اقترح عليّ كل طرق العلاج الممكنة لتهدئة خوفي، لكنه اشترط أن يكون ذلك بعد ولادتي -إن شاء الله.
لكن صبري قد نفد، فبعد أربع سنوات تراكم بداخلي شعور بالخوف من الفقد والموت، لدرجة أنني أصبحت أراه في كل مكان، وفي أي لحظة، أخاف من أي شيء يُذكرني به: كالجوامع، وصوت الأذان، والقرآن، والبرامج الدينية، والشيوخ، والمقابر، وحتى الأخبار، والسيارة، والطريق؛ فكلها أشياء ارتبطت في ذهني بإمكانية حدوث حادث أو موت مفاجئ، فأبقى متوترة، شاحبة، وأعاني من ضيق في التنفس.
كذلك الأمر مع الأبراج والأماكن المرتفعة، سواء رأيتها فقط أو كنت قريبة منها.
باختصار: أصبحت أتجنب مشاهدة التلفاز وسماع الراديو، وحياتي تنكمش شيئًا فشيئًا، تخيفني المجالس التي يُذكر فيها الموت، وأشعر بتوتر شديد فيها خوفًا من أن يُثار الحديث عن الموت، فأحاول التهرب منها قدر الإمكان.
وعندما لا أستطيع الهروب لأي سبب، أصاب باحمرار في الوجه، يتبعه شحوب ثم زرقة بدرجة معينة، وأدخل في حالة من التشويش الذهني، وعدم القدرة على التركيز، مع اضطراب شديد في الرؤية وضيق حاد في التنفس... يا الله! ما أصعبها من لحظات! لقد حولت حياتي إلى جحيم.
أحيانًا، عندما تصل حالتي إلى ذروتها، أتمنى الموت فقط لأتخلص من هذا العذاب... وهذا تناقض كبير، حاولت بكل الطرق الممكنة أن أخرج من هذه الحالة، لكن دون جدوى.
وما يُقلقني بشدة الآن هو خوفي على طفلي، فأنا لا أتمنى ما أعانيه حتى لعدوي، فكيف بطفلي القادم؟!
أسأل الله، ثم أرجو منكم المساعدة... أرجوكم، ساعدوني، ولكم الأجر والثواب والجنة بإذن الله.