السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أبلغ من العمر 21 عاماً، وزوجي في الـ 24 عاماً، متزوجة منذ 11 شهراً، ولكني أعاني مع زوجي أشد المعاناة، فلم تتوفر لي معه متطلباتي للحياة الزوجية من الناحية النفسية، فهو لا يقدّر عندما أبين له ما الذي أريده لأكون سعيدة، ويظن أن أموراً معينة هي في باله ما تسعدني، فأنا ذات قلب رقيق، وحساسة، لا أحب القسوةَ والصراخ، ويريدني أن لا أفعل ما يضايقه، وهو يفعل كل ما يضايقني!
تحدثت معه كثيراً، وقلت له: الحياة الزوجية شراكة وتعاون، أفعل لك ما تريد، وافعل لي ما أريد؛ حتى نستمر في ألفةٍ وتعاون، واعتدال واستقرار، فلا تحملني كامل المسؤولية، فأبرك يوماً ولا أستطيع إكمال المسيرة، لكن لم يتوفر لي معه الاستقرار؛ فهو دائم النكد والصراخ، والتدخل في أمورٍ لا تعنيه، كأمور المنزل، فأنا لا أشعر معه بأنها مملكتي الخاصة، وأفعل بها كما يحلو لي، وكما هو منطقي، وهو غير متفهم، وأهم شيء لديه الانتصار في النقاشات ولو على حساب الحق.
لا أدري من أين أبدأ لكم! وأين أنتهي! وأنا لا أريد الإطالة، لكن أمري اشتد علي، وبدأ يضرني ويضر نفسيتي، هو قال لي بنفسه أنني لم أترك شيئاً مما في باله إلا وفعلته، وأني لم أتغير، فأنا كما أنا من أيام الخطوبة، لكن لماذا هو تغير وتبدل من الحنان إلى سرعة الانفعال والقسوة؟! قلت له: لماذا تغيرت عن السابق؟ قال: كنتُ أخجل منك.
أخاف منه، ولا أشعر معه بالأمان والحياة، مع العلم أنه مطلق ولديه ابنة، سقط من عيني كثيراً، وأحاول أن أرضيه لوجه الله، لكني لا أستطيع أن أفعل وأنا لا أحبه، كنت قد أحببته، ولكن قلبي يكاد يتفطر من الألم والصدمة والحيرة.
جربتُ معه أساليب كثيرة، وكلها بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالأحاديث والآيات وغيرها، وسأعطيكم نقطةً حتى تتضح الصورة أكثر، مرةً قلت له: دعنا نتفق على اتفاق، فأكتب أنا ما أريده منك في ورقة، وأنت تكتب ما تريده مني، وأنا على استعدادٍ تام أن أحقق لك كل ما تريد، ولكنه لم يهتم.
ماذا أفعل معه؟ كيف أكمل معه والصبر ينفد مني؟ ولا يمر يومٌ بدون خلافٍ تافه يُنقص الحب ويمزق القلب، أقول له: رفقاً بالقوارير، الله يسعدك، حافظ على الذي بقي، ففي قلبي له بقي القليل، وأشعر بالنفور منه، فأنا لا أحبه، وغير سعيدة معه.
أرجوكم لا تنظروا لأمري على أنه أمرٌ تافه، ولو أنه تافه لما سبب لي الضرر والألم والشقاء، وقد قلت: لن أستشير إلا ذوي العلم والصلاح أمثالكم، فأتمنى لكم السداد، ومنكم الإجابة.