السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
شاب يمني وأبلغ من العمر 28 سنة، منذ 15 سنة، وأنا أعاني من آلام القلب، أشعر وكأن هناك جرحا أو ثقبا بالقلب، ولدي اكتئاب شديد، لم أتكلم وأصارح أي أحد بأنني أعاني من هذه الأعراض، ولم أعرض نفسي على الأطباء إلا قبل سنتين من الآن.
عرضت نفسي على أكثر من طبيب للقلب، والجميع أخبروني بوجود تدلي بالصمام المترالي، وهو تدلي غير شديد، والآلام الموجودة ليست بسبب ذلك التدلي، ذهبت إلى أكثر من طبيب نفسي، وأشاروا جميعا أنني أعاني من اكتئاب شديد، وتلك الآلام هي من أعراض هذا الاكتئاب، أعطوني أكثر من دواء، ولكن لم تذهب تلك الآلام، ولم تخف ولو قليلا حدة الاكتئاب.
أعاني من اكتئاب حاد، هذا ما عرفته، فمزاجي متقلب كثيرا، ولا أشعر بالراحة، وأشعر بألم دائم في صدري من الجهة اليسرى، أشعر وكأن هناك جرحا أو ثقبا في قلبي، وأعاني من أشياء لا أدري ماذا تسمى، فعواطفي مفرطة وغير طبيعية، فمثلا إذا جلست مع إنسان أشعر بالندم لأنني سوف أفارقه بعد الجلوس، وإذا جلست بمكان معين في يوم معين أريد الشيء نفسه باليوم الثاني.
عاطفتي تمنعني من الدفاع عن نفسي، حتى مع من هم أصغر سنا، لا أريد زعل الآخرين مني، أفكر في الناس وهمومهم كثيرا، عواطفي غير طبيعية، إن جلست وحيدا أشعر بالوحشة، وإذا جلست مع الناس أجلس وأنا منعزل ومنطوي ومنكمش، لا أستطيع الكلام، ومزاجي متعكر، والسرور غائب عني.
أشعر بالخمول الجسدي والنفسي، وهو خمول نابع من القلب، عندما أفكر في أي عمل مهما كان سهلا فلا يمكنني، فأنا بلا حراك بسبب تلك الآلام والمشاعر، أشعر بصعوبة الأعمال وازدحامها رغم أنها سهلة وقليلة، حتى هذه الاستشارة كتبتها مجبرا، فمنذ سنة وأنا أحاول كتابتها وإرسالها لكم.
معنوياتي منهارة، وأشعر باكتئاب شديد، ومزاجي متقلب، وصدري ضيق، فأنا أسير لتلك الآلام، أشعر بالوحشة، متردد في أقوالي وأفعالي، منكمش عن القريب والبعيد، لا يعجبني في نفسي شيء، ليس لدي أي حوافز، أتمنى الموت حتى أرتاح، أفكر كثيرا في الانتحار، وحاولت ذلك، فحالي لا يعلم به أحد إلا الله.
تناولت عدة علاجات ولم أشعر بالتحسن، استخدمت سبرالكس، وصلت به حتى40، وتناولت فلوناكسول قوة واحد جرام، لم أتحسن، وتناولت دوجماتيل قوة200جرام، مع تريبتوفين 25، استخدمهم حتى الآن بلا فائدة.
أتمنى أن تكون رسالتي واضحة، أرجو أن تشخصوا حالتي، فأنا أشعر أنني لا أعاني من اكتئاب شديد فحسب، وما تفسير تلك الآلام التي في صدري ولا تنقطع، ما سببها وما علاجها? وعاطفتي ونظرتي غير الطبيعية للحياة تندرج تحت أي مرض نفسي? أتمنى أن تصفوا لي دواء فعال يفيد حالتي، فأنا يئست من الأدوية، خاصة ما يتعلق بالمزاج والسرور والراحة، أريد دواء فعال يدخل إلى قلبي شيئا من السرور.
وجزاكم الله خير الجزاء، وشكرا لكم.