السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من اضطرابات وخوف يؤرقني كثيرًا، ويجعلني أتجنب كل تجمع، أخشى أن تُوجه لي كلمة مثل: احتفال، تظاهرة، أو ندوة، مما يضطرني للاعتذار لمن دعاني، هذا الأمر يسبب لي الكثير من الإحراج، لأنه يتعلق في كثير من الأحيان بالعمل.
المشكلة أنني شخص معروف في بلدتي وبين كثير من الناس، ويُطلب مني إلقاء الدروس والمحاضرات، والأكثر من ذلك أنني مسؤول في عملي عن معلمين ومديرين، أحتاج إلى تكوينهم وعقد اجتماعات معهم.
جذور المشكلة:
في صغري لم يكن هذا الخوف حادًا كالوقت الحالي، في الثانوية كنت لا أحضر التظاهرات أبدًا، وفي الجامعة كنت لا أشارك إلا مرات نادرة، ويحمرّ وجهي إذا أنّبني أستاذي بشكل مباشر، وأتجنب إلقاء البحوث أمام زملائي.
بعد التخرج كنت ألقي دروسًا بسيطة في مسجد القرية، لكنني أشعر قبلها بعدم الراحة، وخلال الدرس أجد بعض الجفاف في فمي، واضطراب، لكن يختفي في الدقائق الأولى، أما الآن فأظنه تأزم وازداد.
أعاني -كما سبق، وأن ذكرت- من الخوف من جميع الاحتكاكات المرتقبة، كحضور حفل، لقاء، اجتماع، ندوة، منافسة علمية.
أما الاضطرابات التي أعاني منها فتتمثل في: خفقان شديد في القلب يصعب التحكم به، ضعف في الصوت، مع ارتعاش وتعرق، وجفاف في الفم، ويحدث لي الشيء ذاته عند الصلاة مع الناس، حتى وإن كان العدد قليلًا، أما إذا كنت أتحدث بشكل طبيعي أمام شخصين إلى عشرة أو أكثر، طالما كان الحديث عفويًا وغير رسمي، فلا أشعر بتلك الأعراض، ويكون الحديث بالدور.
وآخر مرة كنا في عمل، طلب رئيس المركز من كل واحد أن يعرف نفسه بكلمات معدودة، كنت أنتظر دوري بفارغ الصبر كي يأتي بسرعة، حتى لا يزداد خفقان قلبي، وبالتالي يسيطر عليّ الخوف وأعراضه، فأُفضَح أمام زملائي، لكن بعد التعريف بنفسي، الذي كان سريعًا وخافتًا، شعرت بخفقان قلبي يهزني إلى درجة أنني مع كل خفقة عنيفة كنت أشعر بألم حاد في عمودي الفقري.
سبق لي أن قدمت طلب استشارة عبر منصتكم المحترمة هذه، رقمها وعنوانها كالآتي: الرقم: (2242679)، وقد قدم لي الطبيب توجيهات ووصف لي أدوية، وواظبت على الدواء المدة التي طلبها، وكان ذلك قبل أكثر من أربع سنوات، لكن المشكلة لا تزال قائمة وربما ازدادت حدة.
رغم أنني واجهت صعوبة في الحصول على الدواء من الصيدليات، حيث كان الصيدلانيون يزعمون أن هذا النوع من الدواء لا يباع إلا بوصفة طبية، إلا أنني تمكنت من الحصول عليه بصعوبة، كي أتجنب الإحراج، استخدمت أكثر من عام الدواء الإسعافي الذي يأتي على شكل أقراص ويُسمى: NORMOCARDIL (propranolol).
لكن ما أخشاه هو الحديث المفاجئ غير المرتقب، بالإضافة إلى أنني أخاف أن أعتاد على الأقراص، مما قد يصعب التخلّص من الخوف لاحقًا، وفي بعض المرات، أتناول الدواء، ولكن أدائي يكون فيه بعض الاضطراب.
رجاء: أتمنى أن تبين لي طريقة للتواصل معك في حال اشتريت الدواء، للتأكد معك -سيدي الكريم- أن ذلك الدواء هو فعلًا الدواء الذي ذكرت لي.