السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أتطرق في الموضوع الأساسي أو إخباركم بالظروف القاسية التي عاشها أبي، جدتي كانت متسلطة على جدي وطاغية كبرى، فأبي أخذ تلك النظرة أي أن النساء مخادعات ولا يؤتمن عليهن، وفي ظل هذه الظروف كانوا إخوته أيضا سريعوا الانفعال، هذا كله عايشته وأنا صغيرة أنا وإخوتي؛ لأننا كنا نسكن في دار جدي وجدتي، فكان هذا المنزل لا يخلو إطلاقا من المشاكل، وهي ليست بالبسيطة بل أكثر من ذلك، وأقل ما يستخدم فيها الأسلحة البيضاء بالمختصر جوا مشحونا سلبا، هذا ما عايشته في فترة طفولتي بمرور بعض الأعوام من زواج أمي وأبي.
انتقلنا إلى منزل منفرد أي بعيدا عن بيت جدي وهنا بدأت قصة جديدة، أبي قلبه طيب ولكن ما مر به من مشاكل ولد له الحقد والكره في قلبه، فهو شديد الغضب ومتهور آسفة لقولي هذا، ولكنها حقيقة مؤلمة جدا، المهم عند انتقالنا للعيش وحدنا أنا وأمي وثلاث بنات أخوات وأخ عانينا في طفولتنا كثيرا من الضرب، والشتم والسب، وفعلنا أمورا في طفولتنا لا يعملها الرجال البالغون وهذا كله من طرف والدنا، وكذلك أمي كانت صابرة ومحتسبة، وتحملته بصفاته لعل الله يهديه.
الآن أنا في المرحلة الجامعية وكذلك أختاي، أما أخي وأختي الصغرى فهما في المرحلة الثانوية، كان في اعتقادي أن أبي سيصلح الله من حالة ويصلح من نفسه، ولكن هذا الأمر فاق كل توقعاتي أنا وكل أفراد عائلتي، لقد زاد طغيانه كثيرا، وأصبح يحقد على أمي لأتفه الأمور، فهي تعمل معه يدًا بيد كالرجل وأكثر.
أخي الآن عمره 17 سنة، يجعله يعمل أعمالا ليست بحجم سنه والله قلبي يتقطع عليه، نعم ظروفنا قاهرة والحمد لله، ولكن أبي يقتلك في اليوم مليار قتلة بسبب كلماته القاسية هذا ما يعانيه كل من أخي وأمي يوميا ونحن أيضا، لسانه أقسى من يده، وبالرغم من أننا في الجامعة لكنه ما زال يضربنا.
ما أردت قوله أنني أرى أمي تذوب كالشمع أمام عيني وأخي أيضا، وأنا لا أستطيع فعل شيء لأنه والدي، ولكن أيعقل هذا، أحس أنني أعيش كمذلولة.
أبي يتمنى لنا الصلاح لا أكذب عليكم في ذلك، فهو طيب ولكنه لا يعرف كيف يوصل حبه وكيف ينصح، الضرب عنده بمكانة النصح.
سؤالي: إذا كان أبي يضرب أمي أمامنا ويصرخ عليها فهل من حقي التدخل والدفاع عنها؟ لأنني حاولت ذلك وحدث مالا يحدث عقباه.
ونتيجة للضغوطات اتجه أخي للتدخين ثم لإدمان المخدرات ولا ألومه في ذلك، لأن كل ذلك بسبب الضغوطات التي تعرض لها فهي ليست هينة وخاصة أنه في سن المراهقة.
صدقوني أبي لن يغير من عقليته، فطريقة نصحه استراتيجية، ويعبر عن طريقته في التربية بالكلام الجارح والضرب والصراخ، فقط أريد حلا لهذا لقد تعبت والله.
جزاكم الله خيرا.