السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، أنا شاب سليم جسديًا، لا أعاني من أية عيوب أو أمراض ظاهرة، وأسرتي -ولله الحمد- ميسورة الحال، وكل ما أحتاجه متوفر. ولكنني أعاني من صراعات داخلية تؤرقني وتمنعني من التقدم، حيث إنني دائم التفكير في الماضي، ولا أستطيع التوجه نحو المستقبل أو المضي قدمًا.
عند الحديث مع الآخرين، لا أتمكن من التفاعل أو الانسجام في الحوار، ويُلاحظ علي الحزن والانشغال، ولا أتمكن من إبداء رأيي بسهولة، إلا بعد تفكير طويل ودراسة دقيقة. كما أنني أشعر بالخجل والخوف، فلا أستطيع الذهاب في جولة أو حتى شراء الملابس بمفردي.
أيضًا، أعاني من الخوف من نظرات الناس، ولا أقدر على المشي في الشارع بدون مرافقة أحد الأصدقاء. أعاني صعوبة في تكوين صداقات جديدة، ونتائجي في الثانوية ضعيفة، حيث كنت أحيانًا أتغيب عن الحصص الدراسية لأبقى وحيدًا، بعيدًا عن زملائي، وعندما أتعرف إلى أحد الطلاب، أول ما يُقال لي: "لم أرك من قبل"، بسبب انعزالي وقلة اختلاطي، رغم أنني في العام الثاني من المرحلة الثانوية.
كنت أمارس كرة القدم، ووقّعت عقدًا مع فريقي، لكنني توقفت بسبب خوفي من خوض المباريات، إذ كنت أرتبك، وتضيع الكرة بسهولة، وأشعر بالدوخة وتسارع نبضات قلبي. حتى في الأمور البسيطة، كشراء شيء من البقالة، لا أستطيع أن أطلبه مباشرة، بل أتودد إليه ليحضره لي.
لا أحب أخي لأنه من الأسباب التي أدت إلى خوفي وضعف شخصيتي؛ فحين يأمرني بشيء، أُنفّذه دون اعتراض، حتى لو كان ذلك ضد مصلحتي، وهو كثير الإهانة لي.
في الحقيقة: أصبحت لا أحب الناس، ودائمًا في صراع داخلي، لا أعرف كيف أتحدث بلطف، وغالبًا ما أكون غاضبًا. للأسف، لجأت إلى التدخين محاولًا نسيان همومي، لكنه زادها، وقد أقلعت عنه الآن -والحمد لله-، لكنني ضيّعت صلاتي، وأحاول الرجوع إليها.
أعجز عن مصارحة أسرتي بمخاوفي وما أعانيه، وأتمنى منكم مساعدتي وتوجيهي للعلاج المناسب.
وجزاكم الله خيرًا.