المجلس الخامس والتسعون
من حديث المعراج
أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا الليث بن محمد بن الليث أبو نصر المروزي قال: حدثني أبو الحسين صعصعة بن الحسين الرقي الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عنبسة بن حماد قال: حدثنا أبي عن عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال: أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي فنبت اللصف من مائها، فلما أن رجعت قطر من عرقي على الأرض فنبت ورد أحمر، ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر ".
القاضي: اللصف: الكبر وما أتى به في هذا الخبر هو اليسير من كثير مما أكرم الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم، ودل على فضله ورفيع منزلته من ربه، وهو عليه الصلاة والسلام أهل لكل ما أنعم الله تعالى ذكره به عليه، وأسدى له من شريف الكرامة إليه، وما له عنده في معاده ودار كرامته أعظم من أن يعبر عنه الخلق بألسنتهم، وأجسم من أن يخطر بقلوبهم، فهنيئا له ما أولاه الله من إنعامه وشريف إكرامه، وجعلنا الله عز وجل ممن يلقاه في معاده، مؤديا ما ألزمه من حق شريعته، وأنالنا النور والكرامة والسعادة بشفاعته، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. وقد روينا معنى هذا الخبر الذي رسمناه هاهنا من طرق حضرنا منها هذا فأتينا به. قال