حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، عن عن العتبي، سعيد، قال: سمعت أعرابيا، يقول: عجبا للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب، والمؤخر للسعة التي إياها طلب، ولعله يموت بين هربه وطلبه، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنك لم تر بخيلا إلا وغيره أسعد بماله منه، لأنه في الدنيا مهتم بجمعه، وفي الآخرة آثم بمنعه، وغيره آمن في الدنيا من همه، وناج في الآخرة من إثمه.
قال القاضي: وفيما حكي لي من منثور كلام ابن المعتز: بشر مال البخيل بحادث أو وارث، ومن منظومه:
يا مال كل جامع ووارث أبشر بريب حادث أو وارث