هكذا في الخبر إذ أنشده فبينا هو، وكان ينكر الإتيان بإذ في هذا الباب ويستخطئ القائل: بينا أنا جالس إذ أقبل فلان ويرى أن الكلام صحيح: بينا أنا جالس أقبل فلان، وكان الأصمعي وغيره من أهل العلم بالعربية يرون ذلك جائزا، وقد جاء في الكلام والأخبار كثيرا، سيبويه وإذ من حروف المفاجأة الدالة عليها.
حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، قال: حدثنا أبو العباس المنصوري، عن القثمي، عن مبارك الطبري، قال: سمعت أبا عبيد الله، يقول سمعت المنصور يقول للمهدي: يا أبا عبد الله لا تجلس مجلسا إلا ومعك فيه رجل من أهل العلم يحدثك، فإن قال: إن الحديث ذكر يحبه الذكور من الرجال ويكرهه مؤنثوهم، قال محمد بن مسلم بن شهاب المنصور: صدق أخو بني زهرة.
وقال آخر:
إن المشيب وما بدا في عارضي صرف الغواني فانصرفت كريما وسخوت إلا عن جليس صالح
حسن الحديث يزيدني تعليما
ولقد سئمت مآربي فكأن طيبها خبيث
إلا الحديث فإنه مثل اسمه أبدا حديث
يا من ليس تحصى فضائله ومن ما له في الخلق خلق يعادله أبا الفضل
أتقبل خلا جاء يتبع شوقه إليك على علم بأنك قابله
يرحل عنك الهم عند حلوله ويلهيك بالآداب حين تساجله
يكسر طمح العين من لحظاته ويغمض منه الجفن حين تخاتله
ويشرب ما تسقيه غير مماكس إلى أن يرى والرأس تهتز مائله
فحينئذ تثنى إلى الباب رجله وإن لم يكن بالباب ما هو حامله
أتانا مقال أوجب الشكر حامله ودل على فضل الذي هو قائله
ومكن ودا قبل تمكين رؤية ومن قبل ما لاحت بذاك مخايله
سنقبل ما أهداه من صفو بره ونبذل منه فوق ما هو باذله
ونقصد أسباب التهاجر بيننا فنقطعها مذمومة ونواصله
فإن دام دمنا لم نرد بدلا به وإن زال عن عهد فلسنا نزايله