[ ص: 126 ]
إذ قال الحواريون ياعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ( 112 ) قالوا : ثم مدح قرابيننا وتوعدنا إن أهملنا ما معنا وكفرنا بما أنزل إلينا أن يعذبنا عذابا أليما لم يعذبه أحدا من العالمين بقوله ذلك في سورة المائدة : قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين ( 113 ) قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين ( 114 ) قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .
فالمائدة هي القربان المقدس الذي يتقرب به في كل قداس .
[ ص: 127 ] والجواب أن يقال :
هذا كذب ظاهر على القرآن في هذا الموضع ، كما كذبتم عليه في غير هذا الموضع ، فإنه ليس في الآيات ذكر قرابينكم البتة ، وإنما فيه ذكر المائدة التي أنزلها الله - تعالى - في عهد المسيح - عليه السلام - ، هو أولا : قول لا دليل عليه ، وثانيا : هو قول معلوم الفساد بالاضطرار من دين المسلمين الذين نقلوا هذا القرآن عن وقولهم : المائدة هي القربان الذي يتقرب به في كل قداس ، محمد صلى الله عليه وسلم لفظه ومعناه ، فإنهم متفقون على أن المائدة مائدة أنزلها الله من السماء على عهد المسيح - عليه السلام - ، وقصتها مشهورة في عامة الكتب تعرفها العامة والخاصة ، ولم يقل أحد إنها قرابين النصارى ، وليس في لفظ الآية ما يدل على ذلك ، بل يدل على خلاف ذلك ، فإن الآية تبين أن المائدة منزلة من السماء وقرابينهم هي عندهم في الأرض لم تنزل من السماء .
وفي الآية أن عيسى قال :
اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين ( 114 ) قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .
[ ص: 128 ] وفي أول الكلام :
إذ قال الحواريون ياعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ( 112 ) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين .
فأين هذا من قرابينهم الموجودة اليوم ؟